strong>الأيّام الأولى شهدت إقبالاً والعربيّة تتصدّر الاهتماماتطيف منصور الرحباني يخيّم على الدورة ٢٨ من «المهرجان اللبناني للكتاب» الذي تنظّمه «الحركة الثقافيّة ــــ أنطلياس». 130 داراً، و54 كاتباً يوقّعون أعمالهم، وتكريم أعلام الثقافة اللبنانيّة والعربيّة في الدير الذي شهد العاميّة الشهيرة (١٠ كيلومترات شمالي العاصمة)... وعلاقة تكامل مع «معرض بيروت العربي الدولي»، بعيداً من أي اعتبارات فئويّة أو تنافسيّة

زينب مرعي
تظاهرةٌ ثقافيّة واسعة تلك التي تنظِّمها «الحركة الثقافيّة ــــ أنطلياس» سنوياً ضمن «المهرجان اللبناني للكتاب» في موعده الثابت: شهر آذار (مارس)... أشهراً بعد هبوط الستارة على «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب»، ما يكفي كي تعيد دور النشر شحذ هممها. وقد انطلقت الدورة 28 من المهرجان في 7 آذار (مارس) الجاري، حاملةً اسم «دورة منصور الرحباني، تقديراً لهذا الرجل الكبير، ابن أنطلياس والصديق الكبير للحركة»، على حدّ تعبير الأمين العام لـ«الحركة الثقافيّة» أنطوان سيف.
كما قرأنا وسمعنا في الإعلام طوال الأيّام الماضية، يشارك ما لا يقلّ عن 130 داراً لبنانية وعربية وأجنبية، في هذه الدورة التي تستمرّ حتى 22 الجاري، علماً بأن «الاهتمام الأكبر يبقى بالكتب العربية، إذ لا تقلّ نسبتها عن 70 في المئة» كما يذكّر هيكل درغام أمين الإعلام في هذه الحركة التي تجرّ وراءها تاريخاً حافلاً من الإنجازات الثقافيّة التي تعود إلى السنوات الصعبة للحرب الأهليّة... أما الكتب الأجنبيّة، فيؤكّد أنطوان سيف ضرورة وجودها أيضاً: «نادراً ما تقعين على قارئ في لبنان يكتفي بلغة واحدة، لا بدّ من إلمامه بلغة ثانية على الأقلويرى سيف أنّ هناك معرضين أساسيّين في لبنان هما: «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» و«المهرجان اللبناني للكتاب»، قاطعاً الطريق على أي سؤال عن الحاجة إلى معارض كتب عدّة في بلد صغير. الفرق بين التظاهرة التي ينظمها «النادي الثقافي العربي» والآخر الذي تقف وراءه «الحركة الثقافيّة» في أنطلياس، هو المساحة أولاً. «معرض بيروت» يُقام على مساحة أوسع بكثير من تلك التي نقيم عليها معرضنا، ما يجعل معرضنا أكثر حميميّة». وعلى رغم أنّ الدور العربيّة لا تشارك في «المهرجان اللبناني للكتاب» مباشرةً، كما في «معرض بيروت»، بل عن طريق المكتبات، يحاول المهرجان إعطاء زخم عربي أكبر لنفسه عبر تكريم «أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي» في كلّ دورة. المكرّمون على مجمل أعمالهم في كل عام هم خمسة لبنانيين وعربيان اثنان من مختلف الاختصاصات، تختارهم لجنة المهرجان لتهديهم شعار الحركة. لبنانياً، يكرِّم المهرجان هذا العام المفكّر علي حرب، الناقدة يمنى العيد، الشاعر شوقي أبي شقرا، الكاتبة مي منسّى، القاضي بشارة متّى والدكتور جدعون محاسب... وقد أضافَ الراحلة سلوى القطريب التي توفّيت منذ أيام. أمّا عربياً فيكرّم الناقد المصري جابر عصفور الذي لم يحضر لظروف شخصيّة، والتربوي السوري منير بشور المقيم في لبنان.
لا يوافق أنطوان سيف على أنّ «معرض بيروت» يتفوّق على «المهرجان اللبناني للكتاب» جماهيرياً، «فعدد زوّار المهرجان يبلغ ثلاثين ألفاً»، ثمّ يستدرك بأنّ علاقة المعرضين هي علاقة تكامل لا تنافس. ويرفض سيف بحدّة مقولة أنّ المهرجان «معرض مسيحي»، وهذا الكلام برأيه «اتهام لا وصف»، معتبراً «أنّ بعضهم يروّجه لأن المهرجان يُقام برعاية الرئاسة الأولى». وسرعان ما يعود إلى تاريخ المهرجان «الذي تأسس عام 1981 في خضم الحرب الأهليّة اللبنانيّة بهدف الانقلاب عليها. كان البلد منقسماً وأردنا إنشاء معرض في أنطلياس برعاية شفيق الوزّان، رئيس الحكومة حينذاك. لكنّ الرئيس رفض الحضور شخصياً إلى الافتتاح وأصرّ على إرسال ممثّل مسيحي عنه. عندها توجّهنا إلى رئيس الجمهورية الياس سركيس، ومنذ ذلك الحين درج تقليد رعاية الرئاسة الأولى للمهرجان». لكنّ سيف لا ينفي أنّ غالبية جمهور المعرض من المسيحيين بسبب طبيعة المنطقة التي يُقام فيها.
يريد المنظمون المهرجان مساحة للحوار والنقاش عبر إقامة ندوات متنوّعة، بينها «المصالح اللبنانيّة في المفاوضات السوريّة ـــــ الإسرائيليّة» اليوم، وندوة «عالم الأخوين الرحباني، تحيّة إلى منصور» (15/3، س 18:30) يشارك فيها الناقد محمد دكروب. ويُختتم المهرجان بحفلة تحيّةً للراحل تحييها فرقة «الفرسان الأربعة» (22/3، س 18:30). وفي سياق مشابه، وضع المنظّمون على مداخل المعرض صوراً للراحلين، مثل: محمود درويش، يوسف شاهين، الطيب صالح، جان شرف، بسام حجّار وسليم نصر.
تشهد الدورة الحاليّة توقيع 54 عنواناً، وهو رقم قياسي في تاريخ المهرجان... اختيرت الكتب لأهميتها كما يؤكّد سيف، إضافة إلى تجنّب تلك التي تمّ توقيعها في «معرض بيروت». ويوقّع الزميل نقولا ناصيف كتابه في الخامسة من مساء اليوم («فؤاد شهاب القائد والرئيس» 1903 ــــ 1973). كما يوقّع عصام خليفة في الثالثة من بعد ظهر غد كتابه «الحدود الجنوبية للبنان بين مواقف نخب الطوائف والصراع الدولي 1908 ــــ 1936». ويحذو المهرجان حذو «صالون الكتاب الفرنكوفوني في بيروت» عبر تنظيمه لقاءات مع ثلاثة فنّانين هم: الممثّل جان بو جدعون (10/3، س 10)، وأسامة الرحباني (12/3، س 10)، ووجيه نحلة (19/3، س 10). كذلك تُخَصص زاوية بعنوان «المنفردون» للذين أصدروا كتباً على نفقتهم الخاصة.
ويذكِّر هيكل درغام بأنّ المهرجان لا يحدّد نسبة معيّنة لدور النشر لخفض الأسعار، تاركاً السوق مفتوحةً على المضاربات. والمهرجان الذي يقف على مشارف «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب» الذي يُفترض انطلاق فعالياته في 23 نيسان (أبريل) المقبل، لا يتبنّى هذا الشعار ولا يتجاهله في الوقت نفسه. إذ تكتفي «الحركة الثقافيّة ـــــ أنطلياس» بإصدار كتاب عن الطباعة بالتعاون مع «وزارة الثقافة».

حتى 22 آذار (مارس) الجاري ــــ دير مار الياس (أنطلياس): للاستعلام: 04/404510 ــــ www.mcaleb.org