هاني نديموقد كتبت المرأة الشعر باكراً بأسماء مستعارة إلى أن نشرت سلطانة السديري دواوينها تحت اسم بنت الصحراء، لتعلن عن نفسها لاحقاً وتغنّي لها فيروز ومحمد عبده وغيرهما. ثم جاءت أسماء في غاية الأهمية بعد ذلك كفوزية أبو خالد وثريا العريض وأشجان هندي وبديعة كشغري وخديجة العمري وهدى الدغفق... ثم الجيل الثالث مع هيلدا إسماعيل وسناء ناصر ومنال العويبيل وميادة زعزوع ونور البواردي ومريم العبدالله...
وتبقى الرواية القطاع الأبرز في المشهد الثقافي الأوسع للمرأة السعودية. إذ برزت روائيات لفَتن أنظار العالم، فاكتسحت «بنات الرياض» مثلاً العالم العربي كالنار في الهشيم لكونها تتناول عالم المرأة السعودية، ما جعل منها العمل الأكثر مبيعاً في تاريخ الرواية السعودية. ولعل أهميتها تكمن في أنّها فتحت الباب للأعمال الروائية النسائية في السعودية، مثل «الآخرون» لصبا الحرز، و«الأوبة» لوردة عبدالملك...
لا شك في أنّ المثقفة السعودية أحرزت اليوم تقدماً حثيثاً من رحلتها الشاقة والطويلة من الهامش إلى المتن. لكنها ما زالت تعاني مصاعب على المستوى الاجتماعي، رغم القفزات النوعيّة في مواجهة تقاليد بالية من زمن آخر. ولعل خير جملة تعبّر عن حال المثقفة السعودية ما قالته الأديبة هدى الدغفق: «منذ ولادتنا وضغوط المجتمع حولنا. تأكل معنا وتشرب، ونحن مثقفات هذا المجتمع لا نستطيع الحراك من دون مشاكسة هذه الضغوط، شخصياً أعدها فاكهة تملؤني بفيتامينات الكتابة، وطقوسها حساء لإلهامي».