بسبب غياب المشاريع في بيروتباسم الحكيم
يبدو أنّ الممثّلين اللبنانيين حاضرون بقوّة في رمضان 2009، ويقاسمون نجوم القاهرة ودمشق بطولة مسلسلاتهم، في ظل عدم تبلور الصورة حول أي مشروع في بيروت. كارمن لبّس وفادي إبراهيم ومجدي مشموشي يصوّرون «البوابة الثانية»، كما تشارك لبّس في «أبو ضحكة جنان» الذي يروي سيرة الممثل الراحل إسماعيل ياسين. من جهتها، تسافر نادين الراسي إلى القاهرة، لتستكمل دورها في «كلام نسوان»، بينما اختار المخرج نجدت أنزور، كلاً من مايا نصري ونادين نجيم ووليد العلايلي لبطولة «رجال الحسم». واستعان المخرج المثنى صبح بدارين حمزة ويوسف الخال لبطولة «الدوّامة». أما عمّار شلق وماغي بو غصن ورولا شامية وهيثم إسماعيل، فقد صوّروا مشاهد من أدوارهم في مسلسل «ليالي» بين المنصوريّة وكورنيش المزرعة ومناطق لبنانيّة أخرى. ذلك قبل أن يحزموا حقائبهم للسفر مع الفريق المصري، على رأسه المخرج الشاب أحمد شفيق، إلى القاهرة، للانضمام إلى أبطال العمل هناك: زينة وعزت أبو عوف وسوسن بدر ويوسف الشريف وحنان مطاوع وأحمد صفوت وياسر فرج، بمشاركة صلاح عبد الله وتهاني راشد وحسن مصطفى والكويتي عبد الله عبد الإمام. والعمل من كتابة أيمن سلامة وإنتاج مشترك بين شركة «الصباح» وأمير شوقي.
يخوض المخرج أحمد شفيق أولى تجاربه الإخراجيّة، بعدما عمل سابقاً مع مخرجين كبار كمحمد فاضل وجمال عبد الحميد وتيسير عبود ومجدي أبو عميرة. «عرض عليّ تنفيذ أعمال عدة في السنوات الثلاث الماضية، إلا أنّها لم تقنعني، حتى تسلمت فكرة مسلسل «ليالي»، الذي أتابعه منذ كتابة صفحته الأولى مع أيمن سلامة، حتى الحلقات الأخيرة التي يكتبها حاليّاً». ويؤكد شفيق أن القصة ليست تجسيداً لسيرة الفنانة اللبنانية الراحلة سوزان تميم التي قتلت في دبي، «لأن حياة الفنانات تتشابه عادةً، وربما شبّه العمل بحياة تميم، لكونها تزوجت من لبناني وسافرت إلى لندن، لكن ذلك لا يعني أننا نصوّر حياتها، على اعتبار أن الناس يتشابهون أحياناً، والدراما هي واقع من حياتنا، كما أنّ الفكرة موجودة عند الكاتب منذ عام، قبل أن تُقتل تميم».
وإذا كانت الفكرة موجودة عند كاتبها فعلاً، ألم يستند في رسم السيناريو إلى أحداث من حياة تميم؟ وهل يكفي أن تكون بطلة العمل فتاة من الإسكندرية، بدلاً من إحدى المناطق اللبنانيّة، لكي لا تكون نقلاً لحياتها؟ وخصوصاً أنّ فكرة العمل تعود إلى شركة «الصباح» وLBC، إضافة إلى علامات استفهام عن توقيت كتابة المسلسل والإسراع في تنفيذه للّحاق بالعرض الرمضاني؟
ويشرح شفيق ذلك راوياً قصة العمل «هي سيرة ليالي (زينة)، طالبة كلية الصيدلة في جامعة الإسكندرية التي تسافر إلى القاهرة، حيث تقابل ابنة خالتها قبل أن تدخل عالم التمثيل». ويعود الشريط إلى نشأة الفتاة في بيئة اجتماعيّة مضطربة، إضافة إلى مقتل حبيبها أمام عينيها، في إحدى عمليّات «البلطجة»، فتُطلب للشهادة أمام المحكمة. غير أنّ والديها يرفضان ذلك ويجبرانها على الزواج من أحد المقاولين الأثرياء، فتهرب إلى القاهرة لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها.
وتنطلق الفتاة في عالم التمثيل، عندما يتعرّف إليها المنتج اللبناني وليد الزهّار (عمّار شلق) صاحب القناة الفضائيّة، الذي سيتزوج بها، ويعودان معاً إلى لبنان. ويصوّر العمل أيضاً، الحياة العائليّة لوليد، المتزوّج من ديما (بوغصن)، التي ساعدته مالياً قبل أن يصبح أحد كبار رجال الأعمال. وهو متزوج أيضاً من سكرتيرته نور (شاميّة) التي ستتآمر عليه وتتسبّب بإدخاله إلى السجن. ويلفت شفيق إلى أنّ جميع الشخصيات تدخل اعتباراً من الحلقة الثانية، ويظهرون تدريجياً في حياة ليالي، بأسلوب درامي محبوك جيداً، فضلاً عن خطوط درامية متفرّعة، تحمل الكثير من التشويق والمغامرة، «وحرصنا بالتنسيق مع الكاتب، أعلى حذف أي مشهد لا يقدّم جديداً للحبكة تجنّباً للتطويل غير المجدي».
يعرب المخرج الشاب عن سعادته بالاستعانة بنجوم من لبنان، على غرار السبعينيات، قبل أن تغيب هذه الظاهرة في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة. وفيما يثني على أداء ماغي بوغصن ورولا شاميّة، يصف «النجم» عمّار شلق بأحد أهم الممثلين، «وسيكون له شأن أكبر قريباً، لكونه فناناً ملتزماً وشخصية ممتازة».
من جهته، يغوص شلق في تفاصيل دوره. «لا يبدو وليد على اتفاق مع زوجته الأولى ديما، لكونها لم تنجب له. وعلى رغم أنه يتزوج عليها من سكرتيرته نور، يرفض الإنجاب ما دام الله لم يرد ذلك من زواجه الأساسي ... وعلى الصعيد المهني، يفني نفسه في العمل تعويضاً عن الفراغ العائلي». وتتلاحق الأحداث حتى اليوم الذي تحبل فيه زوجته الأولى وهو الحدث الذي سيقلب الأمور رأساً على عقب.
يبقى أن المنتج صادق الصبّاح نفى ما أشيع عن تعرض أسرة المسلسل أو بطلته زينة لإطلاق الرصاص أو تلقيها تهديدات خلال التصوير في بيروت.


ZOOM

الإنتاج بعيداً عن بيروتأما الإنتاج الذي تعوّل عليه الشركة الكثير، فهو مسلسل «علشان ماليش غيرك» من بطولة إلهام شاهين ومصطفى فهمي وميرنا المهندس وأحمد صفوت، وهو من تأليف عاطف البكرى وإخراج السوري رضوان شاهين، صاحب مسلسل «الحوت». وسيعرض العمل على «أبو ظبي» و«المستقبل»