زياد عبدالله
ما دامت الأزمة المالية في تفاقم والعالم في المجهول، فإنّ المصرف هو الذي يقرر كل شيء في هذا العالم: الصفقات المشبوهة، الحروب، الانقلابات والمجاعات. ولعل هذا تماماً ما يمنح The International مساحة تتخطّى كونه مجرد فيلم «أكشن» من إخراج توم تايكفر (صاحب «اركضي يا لولا اركضي» و«العطر»). من سلطة المال، ينطلق الشريط عبر حبكة بوليسية تهدف لاكتشاف حقيقة «البنك الدولي» وأعماله القذرة، إذ لن يتوانى أصحابه ومديروه عن تصفية مَن يعترض طريقهم. نحن أمام منظمة إرهابية تتوارى خلف فخامة الأبنية المصرفية، وأرقام الأرصدة. هي على اتصال مباشر مع الحكومات والفصائل، تؤدي دور الوسيط بين تجّار الأسلحة والجيوش المتصارعة.
مبدأ واحد يتحكّم بسياسة «البنك الدولي» يتمثّل في المال، ولو كان مغمّساً تماماً بالدماء. هكذا، يمضي الفيلم بحركية عالية، وتوتّر لا يفارق كليف أوين الذي جسّد دور عميل الإنتربول الدولي لويس، ونحن نراه يشهد مقتل زميل له كان قد التقى بأحد أفراد هذا البنك، بغرض تقديم هذا الأخير وثائق تفضح أنشطة البنك.
سرعان ما سيكتشف لويس أنّ مقتل زميله كان مدبّراً. ثم يموت مَن كان يُفترض به أن يسلّمه تلك الوثائق. وتلي ذلك عملية اغتيال لصاحب معمل أسلحة إيطالي ومرشح قوي لرئاسة الوزراء. تتشابك الخيوط أمام لويس والمحقّقة الفدرالية إليانور (ناعومي واتس) لتشير إلى جهة واحدة تقف خلف كل ذلك، وهي «البنك الدولي»، وخصوصاً أنّ تاجر الأسلحة الإيطالي يفشي للويس وإليانور أسرار صفقات الأسلحة مع الصين، والدور الذي يقوم به البنك.
بعد التخلّص من التاجر الإيطالي، يتوجّه البنك إلى تاجر سلاح تركي يؤدي دور الوسيط في صفقة أسلحة تشتري بموجبها سوريا وإيران صواريخ. وقبل ذلك، يكون البنك وتاجر الأسلحة قد باعا إسرائيل مضادات لهذه الصواريخ. وعليه، يكون المال هو المهم، وتأجيج الصراعات حول العالم، والمال يتسيّد كل شيء.
سينتهي الفيلم ودور هذا البنك على ما هو عليه. تصفية مديره والمسؤولين عن تلك الصفقات على أيدي أبناء تاجر السلاح الإيطالي لن يحلّ شيئاً، إذ إنه سرعان ما سيظهر غيرهم ويقومون بالأدوار نفسها، وربما باتقان أكبر.


«سينما سيتي» (01/899993)، «أمبير دون» (01/792123)، «غالاكسي» (01/544051)، «سوديكو» (01/616707)، «إسباس» (09/212516) و«بلانيت طرابلس» (06/442471)