صباح أيوبمولود جديد ستنجبه مجلّة «تايم» الأميركية مع بداية شهر نيسان (أبريل) المقبل. «ماين» Mine هو اسم المجلّة المرتقبة التي تمثّل «المخلّص» بالنسبة إلى المجموعة الإعلامية التي تصدر «تايم». المولود الجديد ليس إلا حلاً ابتكره قسم المبيعات والإعلانات في المجلة الأميركية للتصدي لأزمة تراجع الإعلانات فيها. المشروع قائم على فكرة إعطاء القارئ فرصة اختيار ما يريد قراءته وما يرغب بمتابعته من أخبار. لذا، ما عليه إلا أن يختار بين 8 مجلات تصدرها «تايم» ذات اختصاصات مختلفة (رياضة، اقتصاد، طبخ، أزياء، سياحة، رياضة، عقارات، غولف وترفيه). بعدها، يجمّع صحافيو المجلة المقالات التي تتوافق مع أهواء القارئ ويركّبونها في عدد واحد خاص به.
المجلة ستوزّع على أعداد محدودة بشكليها المطبوع (الورقي) والإلكتروني، وهي مخصصة للمشتركين من الولايات المتحدة فقط لاغير. لكن أين الربح في كل ذلك؟ يبدو الجواب واضحاً خصوصاً إذا علمنا أنّ «تايم» ليست وحدها من يصدر المجلة بل هناك شريك آخر هو شركة السيارات اليابانية «تويوتا» وهي الجهة المعلنة الوحيدة في المشروع. «تويوتا» أيضاً دخلت لعبة «أهواء القرّاء». إذ ستعرض على المشتركين أن يختاروا الإعلان الذي يحبّونه ويحوّلوه، وفق ميولهم ومنطقة سكنهم، إلى نسخة تتناسب مع حياتهم ومتطلباتهم. «ماين» ستتوافر في 36 صفحة بينها 4 صفحات إعلانات لشركة السيارات اليابانية.
تجربة «تايم» الجديدة هذه قوبلت ببعض التشكيك من مراقبي السوق الإعلامية. إذ أعرب بعضهم عن «عدم تفاؤله» بهذه التجربة، لأنها «لن تقدم جديداً للقارئ الذي اعتاد البحث عن المواضيع التي تهمّه في مواقع الصحف الإلكترونية المختلفة».
لكن آخرين رأوا في التجربة فائدةً كبرى للقارئ الذي لم يعد مضطراً للاشتراك في خمس مجلات لإرضاء أهوائه بل بمطبوعة واحدة فقط تلبّي كل متطلباته. لكنّ قسم الإعلانات في شركتي «تايم» و «تويوتا» سيراقب عن كثب مدى تأثير المادة الإعلانية المنشورة في «ماين» بهدف دراسة مدى نجاحها وسبل تطويرها. يذكر أنّ الاشتراك سيحدد بـ31 ألف نسخة للأعداد المطبوعة و200 ألف نسخة إلكترونية فقط على أن تطبع 5 أعداد على عشرة أسابيع في التجربة الأولى.
فهل ينجح «تدليل» القرّاء بانقاذ مستقبل المطبوع؟ أم أن مصير مختلف وسائل الإعلام الورقية سيظلّ مرهوناً بالأزمة الإقتصادية العالمية التي انهكت الصحف العالمية. علماً بأنّها أصلاً تعاني من أزمة وجودية في مواجهة الإعلام الالكتروني.