محمد خير«لا أسباب سياسية وراء عدم عرضي فيلمي في «مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية»». هكذا يقول رضا فايز مخرج «الطريق إلى القدس» لـ«الأخبار». الشريط يروي قصة أحمد عبد العزيز، قائد قوّات المتطوعين المصريين في حرب 1948، ونفّذته شركة «إيمدج باور» المصرية بإنتاج سخيّ من محطّة «الجزيرة». غير أنّ هذا الإنتاج لم يمنع الفضائية القطرية من استبعاده من مهرجانها الوثائقي (!) مثيرةً تكهّنات عن توتر العلاقات القطرية ـــــ المصرية.
رغم ذلك، يرفض فايز استعمال كلمة «استبعاد» ويفضّل عبارة «عدم اختيار». الأفلام التي تقدّمت للمهرجان كثيرة، اختير منها 19 فيلماً طويلاً، «وبعض الأفلام لم تشارك، هي من إنتاج «الجزيرة» وشريطي ليس استثناءً» يقول فايز موضحاً «ليست المشكلة جودة فيلمي، بل عدم توافقه مع معايير لجنة المهرجان».
وكانت صحيفة «المصري اليوم» نقلت عن فايز تصريحات تُعرب عن استيائه من استبعاد فيلمه من المهرجان الذي يقام بين 13 و19 من نيسان (أبريل) المقبل. وقالت الصحيفة «تردد أنّ «الجزيرة» أجّلت عرضه بسبب الخلاف بين قطر ومصر، والمزايدة على دور مصر التاريخي فى قضية فلسطين». ينفي المخرج هذا الأمر لـ«الأخبار»، مؤكداً أنّ «الجزيرة» وافقت على أفكار الشريط قبل الإنتاج.
أحمد عبد العزيز ( 1907ـــــ 1948 ) ـــــ لا تعرف الأجيال الجديدة عنه سوى أنّه اسم شارع في ضاحية المهندسين الراقية ـــــ كان الرجل الذي حصل على إجازة من وظيفته في الجيش المصري خلال حرب فلسطين، وواصل القتال قائداً لمجموعات من المتطوعين، قبل أن يستشهد في آب (أغسطس) من عام النكبة. وتضاربت الأنباء حول مقتله بعد ساعات من اجتماع تفاوض عسكري مع موشيه ديان. ويقدّم الفيلم أكبر عدد من «حقائق» الاغتيال التي راوحت بين «مؤامرة ملكية» وصولاً إلى «النيران الصديقة» في المعركة، سواء على أيدي مصريين أو فلسطينيين، مروراً بدور إسرائيلي محتمل. وما يزيد من تضارب الاحتمالات، أن «البطل» لم يكن محسوباً على أحد. لم يكن من الضباط القريبين من الملك، ولا من الضباط الأحرار، أو الإخوان المسلمين رغم أنّ الغالبية العظمى من المتطوعين كانت من الجماعة الشهيرة بقرار من مؤسّسها حسن البنا.
الفيلم يستعرض تاريخ أحمد عبد العزيز النضالي ضد الإنكليز ومفاوضاته مع العصابات الصهيونية. ويستعين بوثائق وصور نادرة، ومذكرات عبد العزيز وإعادة تمثيل المعارك، ومقابلات مع شخصيات عاصرت عبد العزيز، منها الفريق سعد الدين الشاذلي.
ويتّخذ المخرج من خوض البطل معاركه دون إطار رسميّ، حجةً لاستبعاد التفسيرات السياسية لعدم عرض فيلمه، «كان بطلاً شعبياً فضلاً عن كونه حارب مع متطوعين من الإخوان، أي أنّ الفيلم متسق مع ما تفضّله «الجزيرة»، فلماذا تستبعده؟» يقول فايز، مؤكداً أنه تلقى تأكيدات أن شريطه سيجد مكانه على المحطة القطرية، بعيداً عن المهرجان.