دريد لحّام هو الشحاد وميريام فارس هالة 2009، وجورج خبّاز الملك وأنطوان كرباج العرّاف... تلك هي النسخة السينمائية من المسرحية الرحبانيّة الشهيرة
باسم الحكيم
انطلقت عروض مسرحيّة «هالة والملك» للأخوين عاصي ومنصور الرحباني، بنسختها السينمائيّة. هكذا، بعد عامين عن إعلانه، أنهى المخرج السوري حاتم علي تنفيذ فيلم «سيلينا» الذي أعاد منصور الرحباني وابنه غدي كتابته، وأنتجه نادر الأتاسي.
هنا، لا بد للجمهور المتحمّس لمشاهدة الشريط، أن يضع جانباً المسرحية الأصلية التي عُرضت في 1967. رغم الرؤية المتجدّدة لحاتم علي، وسخاء نادر الأتاسي، فإنّ الشريط جاء عملاً غنائياً «مودرن» ركّز على الإبهار المشهدي والفانتازيا. هكذا، سنشاهد فيلماً من وحي المسرحيّة الرحبانيّة الشهيرة، وخصوصاً قبل لحظات من انتهاء الفيلم عندما يتبيّن أنّ الحكاية كلّها مجرد حلم أبصرته هالة. تبدأ الأحداث في مدينة سيلينا التي تحتفل بعيد «الوجه الثاني»، فيضع أفراد الشعب أقنعة ليوم واحد. تتبدّل الأمور عندما يقرّر الملك إلغاء الاحتفال لأنّ العرّاف أنبأه بأنّه سيتزوّج أميرة ستزور المدينة في هذه الليلة. يختلط الأمر على الأهالي، عندما تزور هالة المدينة، لتبيع الأقنعة. ويظنون أنّها الأميرة الموعودة فيأخذونها إلى القصر. تحاول إخبارهم بالحقيقة، لكنّ الناس يرفضون تصديقها. وتتوالى الأحداث وترفض هالة الزواج بالملك، بينما يحاول أعضاء حاشيته إقناعها بذلك لإمرار صفقاتهم. بعد ذلك، يتنكّر الملك بزيّ شحّاد ليعرف موقف هالة الحقيقي. كان لافتاً أنّ كل ممثل ملأ مكانه ببراعة، لكن بأسلوب مختلف عن الممثّلين في المسرحية التي لم يتسنَّ لجيل الحرب وبعدها مشاهدتها. دريد لحّام هو شحاد المدينة بدلاً من وليم حسواني، ميريام فارس هي هالة 2009 بدلاً من فيروز. أما الملك الجديد، فهو جورج خبّاز بدلاً من نصري شمس الدين. بينما أدى دور العرّاف الممثل أنطوان كرباج، وإيلي شويري جسّد شخصيّة والد هالة، حسام تحسين بيك هو المستشار، وليلى أسطفان هي جوريّة صاحبة الخمّارة، بينما استُحدثت في الفيلم شخصية حبيب هالة، التي يؤديها باسل خياط.
اليوم، حقّق نادر الأتاسي ـــــ الذي تعاون مراراً مع الأخوين رحباني ـــــ حلمه القديم في تقديم «هالة والملك» في السينما. وقد أدرك منذ اللحظة الأولى خطورة قراره، وعرف جيّداً أنه يخوض مغامرة ليس لجهة صناعة فيلم غنائي يتطلّب إمكانات إنتاجيّة وفنيّة ضخمة، بل لأنّ بطلة العمل الجديدة، ستقارَن تلقائيّاً بالبطلة الأصليّة. ولعلّ إقدام ميريام فارس على تجسيد الشخصيّة في إطلالتها السينمائيّة الأولى، تطلّب شجاعة كبيرة، وخصوصاً أنها تتمتع بصوت ذي إمكانات محدودة مقارنةً بفيروز. في موازاة ذلك، أضفى جورج خبّاز لمسةً كوميديةً على شخصيّة الملك أحياناً، تعويضاً ربّما عن غياب الصوت والأداء. كما وقع النص في فخ التناقض. فقد حُذف المقطع المسرحي، حيث ينقل المستشار عن هالة أنّها رأت صورة الملك ووجدته شاباً وسيماً، فإذا بالملك يجيب بأنه ليس شاباً، فيرد المستشار بأنه أطلعها على صورته حينما كان شاباً. وحين يحتدم الصراع، ويظهر المستشار على حقيقته، يسأل هالة إذا كانت تراه كبيراً عليها. كما حُذفت من الفيلم أغنية «شايف البحر شو كبير». وبعيداً من المقارنات، أعرب أنطوان كرباج عن انزعاجه من إيراد اسمه رابعاً في الجنريك من دون استشارته.

بدءاً من اليوم في صالات «أمبير»