strong>ردّاً على مقالة الزميل بيار أبي صعب «الديموقراطيّة اللبنانيّة حسب Saatchi & Saatchi»، كتبت الشركة إلينا متبرئة من أي مسؤولية عن الحملة الإعلاميّة «بإيدك الحريّة... بصوتك الاستقلال» التي تجتاح لبنان هذه الأيّام، في خضمّ معركة الانتخابات النيابيّة. بل يتبرأ الرد من مسؤولية الشركة عن أي حملة سياسية أخرى في لبنان ماضيّاً ومستقبلاً. هنا أبرز مقتطفات الرسالة التي تحمل توقيع عادل كنعان، ورد التحرير عليها
«... نستغرب ورود اسم شركتنا دون مراعاة الدقّة في تمحيص مصادركم. ونودّ أن نؤكّد أن شركة ساتشي أند ساتشي لم تخطّط ولم تبتكر ولم تروّج للحملة الإعلانيّة المذكورة. كما أننا نؤكد في هذه المناسبة، أننا لا ادّعينا ولا ندّعي أننا قمنا أو سنقوم بحملات إعلانيّة سياسيّة في لبنان لا الآن ولا في المستقبل. «هذه المزاعم المتكرّرة حول ضلوع شركتنا بهذه الحملات ليست صحيحة، وقد يختلط على البعض وجود أشخاص في ساتشي أند ساتشي لديهم أعمال أو مصالح في شركات أو مشاريع أخرى فتحسب أعمالهم على الشركة، ربما لشهرتها، وعسى أن تكون هذه هي المناسبة للتوضيح منعاً لتكرار هذا اللبس في المستقبل».
عادل كنعان

يمكن أن نوجّه إلى «ساتشي» انتقادات كثيرة، لكنّا لا نستطيع أن ننكر عن خليتها المفكّرة صفة الذكاء! والرسالة الواردة أعلاه تؤكّد ذلك، إذ إنّها تنكر أي علاقة بالحملة المشار إليها، ثم تفتح لنا أبواب الاجتهاد والتأويل. ولو لم تفعل لأصبنا بالجنون، إذ لا بد من أن يكون لكل شيء صانع. وها نحن في حيرة: من تراها الأصابع السحريّة الخفيّة التي صمّمت حملة «بإيدك الحريّة... بصوتك الاستقلال» التي تنطوي على تحريض أهلي واضح؟ بل السؤال أصبح الآن أكثر اتساعاً: من صمّم حملات السنوات الأخيرة كلّها، إذا لم تكن «ساتشي»، من «استقلال 05» إلى «هيدي هيي الحقيقة»، مروراً بأشهر خبطات 14 آذار «أحبّ الحياة»...؟ ابحث عن الفاعل! ما يمكننا تأكيده لقرّائنا، هو أننا قمنا بواجبنا بكلّ مهنيّة، وقمنا بـ«تمحيص مصادرنا» كما ينصح الأستاذ كنعان. بحثنا على الإنترنت عن هاتف الشركة، وقارناه بما حصلنا عليه من خدمة الاستعلامات، وتأكّدنا من عنوان الشركة (مار نقولا، الأشرفيّة)، وجلنا على موقعها... قبل الاتصال بمكاتبها للاستفسار: هل «ساتشي» صمّمت حملة «بإيدك الحريّة... بصوتك الاستقلال» سألنا؟ أجابنا الصوت «نعم، نحن أطلقناها». وهل يمكن أن نطرح بعض الأسئلة على المصمّم و/ أو المخرج؟ الجواب: «لارا الحاج قد تفيدكم. ممكن الاتصال بعد ربع ساعة؟». بعد ربع ساعة تسلّمت لارا المكالمة بكل تهذيب، وأكّدت أن الشركة هي مصمّمة الحملة، لكنّها اعتذرت عن عدم مواصلة الحديث لضعف لغتها العربيّة، واقترحت تحويلنا إلى زميلها إيلي فوّاز. إيلي أيضاً كان إيجابياً، رغم لومه لـ«الأخبار»: «لماذا تنتقدوننا دائماً؟». أجبنا إننا لا نفعل سوى واجبنا، هذه هي الديموقراطيّة. أكد إيلي أن الحملة الجديدة تأتي ضمن حملات سابقة مثل I love life و«هيدي هي الحقيقة» التي قال عنها: «نعم لقد استنسخنا إعلاناً موجوداً كما ذكرتم في «الأخبار»، وكيّفناه مع المتطلبات المحليّة. أين المشكلة؟». ثم استأذن قليلاً/ وعاد ليقول إن زميله مصمّم الأفلام والملصقات لا يريد أن يعطي اسمه، ولا أن يتحدّث مع الأخبار». وأوضح لنا أن شعار الحملة «قول للرئيس الشهيد رفيق الحريري»، أمّا «لبنان أولاً» فقالها الشيخ سعد. شكرناه وعدنا إلى كتابة مقالتنا. فإما أننا هلوسنا، أو أنّ هناك شركة مصغّرة (حركة تصحيحيّة) تعمل باستقلاليّة داخل «ساتشي» كدولة ضمن الدولة. لكن المشكلة أصبحت الآن في مكان آخر: في المقالة المردود عليها، كنا نحاول أن نسأل عن الجهة السياسيّة التي تتحمّل مسؤوليّة توجيه تلك الرسائل الخطيرة إلى المواطنين، من دون أن تكشف عن وجهها... الآن صار علينا أن نسأل: ومن صمّم تلك الأفلام والملصقات؟ كنا بلغز صرنا باثنين، علماً أن غياب «الشفافيّة» لا يطمئن كثيراً إلى أوضاع الديموقراطيّة في البلد. إذا كان خصمنا السياسي «عاطلاً» فلماذا الانتخابات؟ وإذا كان المواطن لا يستطيع أن يعرف مصمّم حملة بهذه الضخامة تجتاح البلد: فما معنى الديموقراطيّة؟ لم يبقَ أمامنا سوى حلّ واحد: أن نوجّه نداءً عبر صفحاتنا إلى عموم المواطنين: يُرجى لمن يعرف شيئاً عن الزعيم السياسي الذي موّل حملة «بإيدك الحريّة... بصوتك الاستقلال» التي لا دخل لـ «ساتشي اند ساتشي» بها (والتي تتحايل على القانون الذي ينظّم الحملة الانتخابيّة)، أو ممن يعرف شيئاً عن الشركة التي صممت الحملة على الأقلّ، أن يتصل بنا على 01,759500 أو أن يراسلنا على موقع الجريدة.
(التحرير)