بيار أبي صعب نشرت «المستقبل» قبل 3 أيام إعلاناً لكاميرا كوريّة أسرع من رفّة الجفن. معلّمة سكسي ـــــ طالعة من فيلم كوميدي إيطالي ـــــ نراها من الخلف تصوّر تلامذتها في حوش المدرسة... وفي مشهد آخر، حلّت مجموعة من الراهبات مكان التلامذة، وحمل الكاميرا رجل يوحي مظهره بعيسى الناصري كما تصوّرته الأيقونات. وكانت الطامة الكبرى: موقع أصولي مسيحي اعترض على «الاستهتار بالقيم المسيحيّة». تلفزيون يرمز إلى الاعتدال المسيحي بثّ تحقيقاً عن «الفضيحة». أما الموقع التابع للتيّار المنفتح عينه، فأدان «صحيفة آل الحريري» التي نشرت في اليوم التالي اعتذارين (منها ومن شركة الإعلانات) عن هذا «الخطأ الإعلاني».
حكاية عجيبة في بلد يدّعي الحضارة والانفتاح، فيما نخبه السياسيّة تعيش في حالة ذعر دائم من أصوليّاتها، لشدّ ما تاجرت بالدين، وسيّست كلّ شيء على حساب الديموقراطيّة وحريّة الابتكار. كل فريق حشر الآخر على حافة المستنقع الآسن للتهويل الطائفي والتزمّت الفكري. إذا كان لا بد من انتقاد، فليوجّه إلى المجتمع الاستهلاكي الذي يستغلّ القيم الإنسانيّة! لكنّ القيم الإنسانيّة آخر همّهم، هؤلاء المتزاحمين اليوم في لبنان على بضعة مقاعد نيابيّة. نبتسم ونحن نستعيد فيلم بازوليني «الإنجيل حسب القديس متّى» أو «يسوع المسيح سوبر ستار»، أو حين نفكّر بالمعرض الذي تحتضنه حالياً «المكتبة الوطنيّة الفرنسيّة»، ويتضمّن 80 صورة «مثيرة للجدل» منذ عام 1840، بينها إعلان شهير لـBenetton بعدسة أوليفييرو توسكاني (الصورة). نجّانا الله من شرّ الصورة!