«ادفع وشاهد» أحدث المسلسلات العربيّة والتركيّة

«المشرق» «الحياة 2»، «mbc+ دراما» «سوريا دراما»، «الجزيرة براعم»، «Physique TV» محطّات جديدة انضمّت إلى المشهد الإعلامي العربي مرسّخةً موضةً جديدة هي قنوات الـ«بلاس». أما فضائيات الإثارة فاحتلّت القمر... الأوروبي

باسم الحكيم
تمثّل ظاهرة قنوات الـ«بلاس» التي بدأت منذ أشهر في الإعلام العربي فتحاً جديداً يعكس تطور البث الفضائي. أقنية الـ«بلاس» المتخصصة التي طبعت 2008 تمثّل هذه السنة الـ new trend في البث الفضائي. إذ أمست كالأغصان المتفرّعة من شجرة الفضائية التي تطلقها لتَدخل بها السوق الإعلاني من باب توفير خدمة إضافية للمشاهد العربي، تُضاف إلى قائمة الخدمات التي تقدّمها المحطة الأم. وإذا كان العام المنصرم قد شهد إطلاق عشرات المحطات الفضائيّة، فإن الأسابيع الأولى من العام الحالي تؤكّد أننا أمام عام فضائي بامتياز. أمس وضمن خدمة «ادفع وشاهد» التي بدأت في الصيف الماضي مع mbc +، أطلقت mbc بالتعاون مع Showtime قناة «mbc+ دراما» المتخصّصة بعرض «أحدث المسلسلات العربيّة والتركيّة من دون فواصل إعلانيّة»، وقبل ثلاثة أشهر من عرضها على أي شاشات أخرى. ومن المسلسلات التركيّة: «ميرنا وخليل» مع بطله كيفانج تاتليتوغ (مهند في مسلسل «نور») و«الغريب» بطلته شابة تهرب من منزل عائلتها يوم خطبتها، لتضعها الظروف أمام قصّة حب مع شاب من أصول يونانيّة، و«قصّة شتاء» الذي يرصد حياة مدرس محبوب، يقرّر السفر إلى مدينة صغيرة، حيث يلتقي ابنة آغا المدينة التي ترى فيه فتى أحلامها.
وللمسلسلات الكوميدية والدرامية العربية حصتها مع «جاري يا حمودة» مع يوسف الجراح وشيرين حطب، و«أهل الغرام» في موسمه الثاني مع مجموعة ممثلين سوريين ولبنانيين و«أسوار 2» الذي ينطلق من لحظة الخلاف بين شقيقين على تركة والدهما الذي ينتهي بسقوط أحد الشقيقين قتيلاً في الجزء الأول.
مصرياً، تتصدر قناة «الحياة» قائمة النشاط التأسيسي الفضائي. إذ انطلقت قبل 48 ساعة من بداية 2009 «الحياة 2» بباقة مسلسلات مصريّة، إضافة إلى برامج سبق عرضها على القناتين الشقيقتين لها «الحياة» و«الحياة مسلسلات»، وبينها «ريهام عالنار»، و«حيلهم بينهم».
إضافة إلى البرنامج الرياضي «ستاد الحياة» مع مدحت شلبي. وتزامناً، جددت «الحياة» شبكتها. إذ أطلقت سلسلة برامج أبرزها «أنا والحياة» مع حسين فهمي (السبت 23:00)، و«بني آدم شو» مع أحمد آدم (الخميس 23:00)، «الملك» مع محمد منير (الأربعاء 23:00) و«عين على أميركا» مع حافظ الميرازي (الثلاثاء 23:00). وسورياً يشهد الفضاء العربي انطلاقة ثالث فضائية سورية خاصة «سوريا دراما» بعد «شام» و«الدنيا». بعد طول تأجيل وضعت القناة شعارها على «عرب سات» بانتظار الافتتاح الرسمي، علماً أنّها ستفتح بثّها مع مسلسلات من كلاسيكيات الدراما السوريّة. سعودياً ـــ أردنياً، تنطلق اليوم من عمّان قناة SCC الكوميديّة «سعوديّة محليّة 100%»، وكشف رئيس مجلس إدارتها المخرج عامر الحمود عن «سعي المحطة إلى احتضان المواهب الفنيّة وتطويرها، فضلاً عن اهتمامها بالأعمال الدراميّة وتغطية مواقع تصويرها»، وتستند SCC إلى أرشيف عشرين عاماً أنتجته مؤسّسة «ليالي الفنيّة»، على رأسه الأجزاء الأولى من البرنامج الكوميدي الشهير «طاش ما طاش»، قبل انفصاله عن الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان. وإماراتياً، تنطلق من دبي اليوم أيضاً، «المشرق» وهي قناة سورية التمويل بدأت بثها التجريبي منذ أشهر. .
قطرياً أطلقت أخيراً قناة «براعم» للأطفال بين 3 و6 سنوات، بـ«هويتها العربية الإسلامية» بحسب مديرها التنفيذي محمود بوناب، الذي أوضح أنّ «المحطة أنتجت 80 فيلماً سينمائياً قصيراً للأطفال» وذلك بعد إطلاق «الجزيرة للأطفال» قبل ثلاث سنوات. وبعد هذه الخطوة، ينوي مؤسّسو المحطة إطلاق قناتين أخريين إحداهما للشباب وثانية للمرأة. يذكر أن إطلاق المحطة فرض تعديلات على هوية «الجزيرة للأطفال»، إذ باتت تتوجه إلى الأعمار بين 7 و15 سنة. ويأتي إطلاق المحطة التي تبدو صورتها على غرار قناة baby tv، بعد انضمامها إلى شبكة Showtime، وستحاول اقتفاء أثر الشاشة الأجنبيّة والاستفادة من خبراتها.
وبعيداً عن الفضائيات العربيّة، تنطلق قريباً قناة Physique TV وهي «أول قناة مفتوحة متخصّصة بالألعاب الرياضيّة وكمال الأجسام»، لكن المشهد الأكثر انتشاراً على القمر الأوروبي، هو من حصّة فضائيات الإثارة التي تخصص كل وقتها للإعلانات الجنسيّة وتحث المشاهدين على «الاتصال بالأرقام الظاهرة على الشاشة».


zoom

... ونهضة تلفزيونية مغربيّة



يتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة نهضةً فضائية مغربية تتمثل في إطلاق أربع فضائيات مغربية، وذلك بعدما غزت كبريات المحطّات المغرب العربي وأبرزها «mbc المغرب». ويتنافس على الفوز بالقنوات المغربيّة الوليدة مستثمرون في مجال الإعلام المكتوب والمسموع والإنتاج السمعي البصري، إضافةً إلى مجموعات مالية كبيرة. علماً بأنّ المجموعات القريبة من المجال الإعلامي تبدو حظوظها أوفر. أولى القنوات المتقدمة يملكها مؤسس جريدة La Gazette du Maroc وإذاعة FM الصحافي كمال الحلو، وأطلق عليها اسم Dima TV ومقرها الدار البيضاء، وهي ستعتمد على الخبرة التي اكتسبها موظفوها خلال عملهم في الإذاعة التي رصدت الشأن المحلي المغربي وأعطت المستمع هامشاً في تنشيط برمجتها، على عكس ما كان سائداً لعقود عبر الإعلام الرسمي المسموع. أما ثانية المجموعات المتقدمة للحصول على ترخيص، فتتمثّل في قناة تلفزيونيّة، يملكها صاحب إذاعة «شذى FM» في الرباط التي تضيء على هموم الشارع المغاربي، إضافةً إلى اهتمامها بالبرامج الترفيهيّة المباشرة والمسابقات، وتقديمها الخبر المحلي على الأخبار العالميّة. كما يدخل رجال الأعمال الساحة الإعلاميّة بثقلهم، حيث تقدّم رجل الأعمال المغربي عثمان بنجلون صاحب مجموعة Finance.com بمشروع قناة «الثالثة» التي «ستتوجه إلى العائلة وتتطلع إلى تقديم الخدمات الإعلامية عبر شركات إنتاج خاصة، والإسهام في دمقرطة الإعلان السمعي البصري». ويبقى مشروع رابع يتمثل في قناة «ديار TV» التي يمتلكها المنتج أحمد البلغيثي صاحب شركة «فيديو راما» المتخصصة في إنتاج مسلسلات السيتكوم والإعلانات والأفلام القصيرة. هل ستتمكّن قنوات المغرب الجديدة من تقديم تجربة إعلاميّة تستحق المتابعة، وتحظى بالتالي بنصيبها من رضى المؤسسات التجارية والمعلنين، أم سيكون مصيرها مشابهاً لمصير بقيّة القنوات المغربيّة والتونسيّة والجزائريّة الرسميّة منها والخاصة، التي انصرف عنها أهل المغرب العربي أنفسهم منذ زمن، واجتمعوا أمام الفضائيات العربيّة الأخرى؟