زينب مرعيفي 1909، وعلى يديّ رجل «سابق لعصره»، جرجي نقولا باز، المنادي بحقوق المرأة منذ بدايات القرن العشرين، تأسّست «الابنة الشرعيّة لنظام الحرّية الفكريّة والإبداع والخلق» كما وصفها وزير الإعلام طارق متري، أيّ مجلّة «الحسناء». مئة سنة، إذاً مرّت على صدور مجلّة «الحسناء». اسم مطبوع في ذاكرتنا وذاكرة أمّهاتنا، غير أننا لم نتساءل يوماً عن عدد الأجيال التي تتالت على هذه المجلّة. احتفاءً بالمناسبة، اختارت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري أن تكرّم هذه «المعمّرة» في «يوم المرأة العالمي» (1 شباط/فبراير) في احتفال أقيم في فندق «فينيسيا» بحضور اللّبنانية الأولى وفاء سليمان، ووزير الإعلام طارق متري ومنى الهراوي. الحديث عن هذه المجلّة يقود تلقائياً إلى الحديث عن المرأة، بما أنّها «أول مجلّة عربيّة حملت قضيّة المرأة والأسرة»، وإلى تميّز الصحافة اللبنانيّة في محيطها منذ ذلك الوقت. يرى متري أنّ «ريادة الصحافة اللبنانيّة في قلب النهضة العربيّة الأولى، كانت مع جرجي نقولا باز ومجلّة الحسناء». أمّا أكثر المتحمّسين لقضية المرأة من بين خطباء الاحتفال، فكان نقيب الصحافة محمد البعلبكي الذي دعا إلى تعديل عبارة «منبتٌ للرجال»، المتحيّزة برأيه للرجل، في نص النشيد الوطني اللبناني.
من جهتها، عبّرت رئيسة التحرير نادين أبو زكي عن تطلّعات المجلة بالنسبة إلى المرأة، معتبرةً أنّ الاحتفال بـ«الحسناء» هو الاحتفال بالمرأة نفسها، وأنّ رسالة «الحسناء» تتضمّن حثّ المجتمع والمرأة العربيّة على تحديد مفهوم المساواة قبل المناداة بها. انطلاقاً من قناعاتها هذه، أسّست «الحسناء» مع «مجموعة الاقتصاد والأعمال»، عام 2007، «منتدى المرأة العربيّة والمستقبل»، وهو منبر للحوار عن قضايا المرأة، وتُعقد الدورة الثالثة من هذا المنتدى في بيروت الخريف المقبل، أمّا دورته الرابعة فتُعقد في باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ليكون المنتدى مساحة للحوار العربي ـــــ الأوروبي.
الحفاظ على الرسالة الأولى «للحسناء»، كان من أولويّات نادين أبو زكي، رئيسة تحرير المجلّة منذ خمس سنوات. وترى أبو زكي أنّ سرّ هذه الاستمراريّة، مع تبدّل المموّلين ورؤساء التحرير دائماً، هو توارث الرسالة الأساسيّة لهذه المجلّة، على الأقل، وتجدّّدها الدائم، ومواكبتها العصر والتطوّر، مع الأخذ في الاعتبار محيطها، أي العالم العربي وتراثه. وتضيف أبو زكي أنّه ليس من السهل استلام رئاسة تحرير مجلّة تحمل كلّ هذا التاريخ، فهي رفضت «هذه المهمّة» بدايةً،و خصوصاً أنّها درست الفلسفة وهي تمارس فنّ النحت.