خليل صويلحنص يحيى جابر «ابتسم أنت لبناني» سيتحوّل مع تجربة «أوضة سورية» إلى ابتسم أنت سوري. هذه المرة سنتعرف إلى زوجين عاشا قصة حب استثنائية، وانتهيا بعد خمس سنوات زواج إلى غرفة صغيرة وضيّقة، تكاد تخنق أحلامهما. صحافي شاب اكتشف فجأة أنه صفر على الشمال، وها هو يحاول أن يرمّم حياته في ظل متغيّرات متسارعة وسلوكيات أطاحت تطلعاته المهنيّة، بعيداً عن صخب الحياة. بجردة حساب بسيطة، سيجد الزوجان أنهما خاسران جملةً وتفصيلاً. عاندا التيار فغاصا في الوحل. الغرفة التي تشبه «كابين» حراسة تُعشّش فيه العناكب والصراصير صارت حلماً، بعدما أنذرهما صاحبها بضرورة إخلائها.
في رحلة البحث عن غرفة في الضواحي والعشوائيات، سيصطدمان بارتفاع الإيجار وعدم قدرتهما على المواجهة. هذا الواقع سينعكس على الحياة المشتركة بينهما، فتتكشّف أبعاد أخرى للعلاقة، تنطوي على قلق وشكوك واتهامات متبادلة. هكذا يذبل الحب بين عبد الله وروز كأن خيارهما كان خطأً بالأساس، ذلك أنّ الحب وحده لن يحمي هذا الخيار أمام تقاليد اجتماعية صارمة، لا تسمح بالزواج من دينين مختلفين.
العمل الذي استضافته خشبة «مسرح القباني» في دمشق، وحمل توقيع المخرجة علا الخطيب، مغامرة جريئة في مقاربة أحوال الشباب السوري من دون أقنعة، لكنّ النص ظل عند حدود ما هو معلن وشفوي في رسائل استغاثة تبطن هموماً وتحديات، تحتاج مشهدياً إلى تفكيكها بضربات مباشرة تضيء العطب الذي انتهك شوارع اليوم.
ممثّلا العرض سعد الغفري وكوزيت حداد اشتغلا على دوريهما من موقع المعايشة لشخصيتين جاءتا من زحام الشوارع الخلفية، وعلقا في منتصف الطريق، وإذا بهما ضحيتا أوهام وقيم لم تعد موجودة فعلياً، فكانت النتيجة أن قررا الانفصال بنوع من الأسف: لم يتمكن عبد الله من مجاراة الموجة، كما ضاقت روز ذرعاً بحياة معطّلة أو معلّقة على سطح بناية معتمة. الأسئلة التي طرحها العرض تبدو مشروعة وملحة وأساسية، لكنها ظلت ضبابية ومبهمة في فضاء مغلق وكتيم، لم تسعفه السينوغرافيا التي اعتمدت جدران الغرفة المتحركة في رسم مشهدية العرض، التحليق بالنص إلى أماكن أبعد.
«أوضة سورية» مغامرة شبابية تسعى إلى تسجيل واقع مأزوم، لم يلتفت إليه المسرح السوري... ولعل في تلك الالتفاتة وحدها، تكمن مأثرة العرض.