بعدما اجتاح الفنانون العرب المشهد الدرامي المصري، يبدو أنّ هذا العام سيكون مختلفاً. إذ سجّل غياب معظم هؤلاء واقتصار أعمالهم على السينما في «هوليوود الشرق»، هل لنقيب الممثلين علاقة بما يجري؟
محمد عبد الرحمن
تكفي مراجعة أسماء أبطال مسلسلات 2009 للتأكد من أنّ الدراما المصرية تخاصم الفنانين العرب. إذ يغيب معظم هؤلاء عن بطولة هذه الأعمال. هل لهذه الظاهرة علاقة مباشرة بقرار أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين الذي حدّد عمل الفنانين العرب في مصر بعمل واحد سنوياً في السينما والتلفزيون؟ ليس ذلك السبب الحقيقي، فعلى أرض الواقع هناك أسباب أخرى أكثر وضوحاً. قائمة الغائبين عن المسلسلات تطول هذا العام، أوّلهم السورية سلاف فواخرجي المشغولة بعمل سوري هو «آخر أيام الحب» للمخرج وائل رمضان. أما الممثلان أيمن زيدان وصبا مبارك بطلا «نسيم الروح» فلم يتردد اسماهما في أي مشروع جديد داخل مصر رغم أنّ زيدان كان على موعد مع مسلسل «الغمري»، لكنّ المشروع دخل الثلاجة نهاية العام الماضي.
كما تغيب هند صبري ونور اللبنانية ورزان مغربي ونيكول سابا، وإن كانت الأخيرة مرشحة لبطولة عمل «الوديعة والذئاب»، وهو خبر لم يتأكد بعد. فيما تركّز صبري على السينما، وهي الآن مرتبطة بفيلم أحمد السقا الجديد «إبراهيم الأبيض» الذي يشارك في بطولته محمود عبد العزيز. تجدر الإشارة هنا، إلى أنّه لو طبّق قرار النقابة فلن يكون من حقّ صبري تقديم أي عمل آخر في 2009، لكن مشكلة القرار أنه يطبق حتى الآن في حالات معينة، وحسب علاقة الشركة المنتجة بالنقابة ومجلسها. من جهتها، تبدو نور اللبنانية مرتاحة إلى نجاح فيلم «ميكانو» بعد فشل مسلسلها «دموع القمر» العام الماضي.
في الإطار نفسه، قرّر جمال سليمان العودة إلى مصر هذا العام بمسلسل «الأب الروحي» للمؤلف محمد صفاء عامر الذي لم يبدأ تصويره بعد، واتّخذ عدد من الفنانين السوريين القرار نفسه، إذ قرروا توزيع وجودهم بين مصر وسوريا. وأبرز هؤلاء تيم حسن الذي حصر علاقته مع القاهرة بالعمل في السينما فقط، وهو ما أعلنته سوزان نجم الدين أيضاً، وما تفعله جومانة مراد منذ العام الماضي مكتفية بالوجود السينمائي المكثف في مصر والعمل في الدراما السورية كممثلة ومنتجة. ولبنانياً يبدو أن سيرين عبد النور التي حققت نجاحاً جماهرياً كبيراً بعد عرض فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» ستقتصر أعمالها المصرية على الشاشة
الكبيرة.
الناقد الفني طارق الشناوي رفض في اتصال مع «الأخبار» ربط غياب الفنانين العرب عن الدراما المصرية في 2009 بقرار نقابة الممثلين، لأنه «قرار ملتبس ما زال ينفذ بطريقة غير ثابتة، لكن الأمر قد يكون مجرد صدفة، لأن السينما المصرية لا تزال تستقطب الفنانين العرب بكثافة، وكل فترة تظهر وجوه جديدة تمثل في مصر للمرة الأولى». أما المنتج أحمد الجابري الذي تعاون مع عدد من الفنانين العرب في السنوات الثلاث الأخيرة، فبرر عدم استعانته بأحد منهم هذا العام بمنطق العمل الفني، فالمسلسل الذي بدأ إنتاجه حالياً «الرحايا» لم يكن بحاجة لممثل يمتلك إمكانات غير متوافرة لدى الممثلين المصريين، مشيراً إلى أن النص ورؤية المخرج يحددان أسماء فريق العمل بعيداً عن
الجنسيات.
ورغم هذه «المقاطعة» الدرامية العربية، يمكن القول إن القاهرة لا تزال تستقطب المخرجين العرب، وخصوصاً السوريين. للعام الثاني على التوالي، يستمر باسل الخطيب في إدارة أعمال مصرية. إذ أنهى تصوير نصف مشاهد «أدهم الشرقاوي»، كما رشّح رضوان شاهين لإخراج مسلسل «عشان مليش غيرك» مع إلهام شاهين. فيما يُنتظر اختيار مخرج سوري لمسلسل رغدة الجديد المقتبس من فيلم «إمبراطورية ميم». كما يتردّد أن محمد عزيزية سيواصل العمل مع يسرا للعام الثالث في حال تأجيل سيناريو «خاص جداً» الذي تتولى مسؤولية إخراجه غادة سليم. ويضاف إلى قائمة المخرجين العرب، اللبناني يوسف شرف الدين في مسلسل «ما تخافوش» وإن كان الأخير يحسب على المصريين لأنه يقيم في القاهرة منذ سنوات
طويلة.