منار ديبتتّسم البرامج الكوميدية بالتندّر، إلّا أنّها تجنح أحياناً عن النقد الساخر إلى... العنصريّة. مثلاً، يتشارك «بس مات وطن» (lbc) وبرنامج «لا يُمل» (المستقبل) تقديم الأنماط ذاتها: السوريون يرتدون ملابس مضحكة، لهم شوارب كثيفة، بينما نرى مواطناً لبنانياً من خلفية اجتماعية معيّنة بقميصٍ ملوّن، لديه عشرة أولاد ويحبّ انتقاد الحكومة بلا وجه حق. الطامة الكبرى في «بس مات وطن» أنّه يحوّل السوريين إلى مادة للسخرية، فصورة السوري فيه هي العامِل الذي يظهر بنظّارة وثياب غرائبية ويتكلم لهجة «غوار الطوشة». ما يدل على الجهل العميق بجار هو الأقرب إلى اللبنانيين. إذ تغفل هذه البرامج أنّ العمال السوريين هم من مناطق ريفية ولهجتهم لا تمتّ بصلة إلى لهجة دريد لحام الدمشقية.
في إحدى حلقات «بس مات وطن»، تطلب «إيزو» من «الملحم» أن يلحّن لها الكلمات التي كتبتها عن القطاع بطريقة لا تخلو من سوء النية. وفي مشهد آخر، نرى منزلاً تتصدّره صورة الرئيس نبيه بري، حيث رجل وزوجته زينب يشاهدان التلفزيون. ومع حديث باللهجة الجنوبية، يتابع الزوجان برنامج مسابقات يطلب أشياء نادرة، يحضّر الزوجان كل الاحتمالات الممكنة، لكنّ المذيع يطلب فاتورة كهرباء فيحبط الزوج لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي لا يملكه، لأنه ببساطة هو وبيئته لا يدفعان فواتير الكهرباء! كما أن البقاعيين ينالون نصيبهم من التنكيت فـ«بو بربر» وصديقه الذي لا يُفهم كلامه السريع يرتديان جلابيات زاهية وكوفيات، ويقدمون كأشخاص سذج شهوانيين، بطريقة تشبه صورة العرب في الأفلام الهوليوودية.