بشير صفير مساء غدٍ، في نادي Basement، تضاف تجربة جديدة إلى التصورات الموسيقية العديدة التي أوحى بها «الرجل ذو الكاميرا» (1929) فيلم السينمائي السوفياتي دزيغا فيرتوف. كغيره من أفلام السينما الصامتة، رافق بعض العروض الأولى لهذه الرائعة الرائدة في مجال السينما التسجيلية عزفٌ موسيقي حيّ شبه مرتجَل على آلة البيانو، وفقاً لخطوط عريضة وضعها فرتوف آنذاك. وبما أنه لم يكن لـ«الرجل ذو الكاميرا» موسيقى أصلية مكتوبة، فقد أوحت مشاهده وصورته وإيقاعه للعديد من الموسيقيين حول العالم بموسيقى حملت عنوان الفيلم وعُزفَت حية أثناء عرضٍ له أو سُجّلت وصدرت في أسطوانة لتكون بمثابة احتمال جديد لموسيقى خاصة فيه. من بين هذه التجارب نذكر الموسيقى التي كتبها المؤلف الفرنسي الطليعي المعاصر بيار هنري أواسط التسعينيات، وأسطوانة فرقة الإلكترو ـــــ جاز البريطانية «سينماتِك أوركسترا» وغيرهما.
في هذا الإطار، تأتي محاولة فرقة الروك التجريبي «أكس. إي. أف. أم.» (شربل الهبر، فادي طبال، طوني عليّة، عبد الله كو) للمساهمة اللبنانية في الحالة العالمية التي خلقها «الرجل ذو الكاميرا». أما الآلية التي اعتمدتها الفرقة، فهي مرافقة الفيلم بعزف حيّ أمام الجمهور أثناء عرضه. وتعود الفكرة في تقديم النسخة المحلية من موسيقى فيلم فيرتوف إلى زياد نوفل، المنتج ومعدّ البرامج الموسيقية الإذاعية وصاحب الخبرة الكبيرة في مجال السينما تاريخاً ومتابعة. هكذا عرَض نوفل المشروع على الفرقة اللبنانية الشابة التي قبلت به وراحت تعدّ الموسيقى وفقاً لتقطيع الفيلم وإيقاعه ومزاج المشاهد. ويرتبط اهتمام «أكس. إي. أف. أم» بهذا النوع من المحاولات الموسيقية إلى تجربة تعود إلى الصيف الماضي، بُعَيْد إطلاق ألبومها الأول (غير مُعَنوَن)، عندما رافقت الفرقة عرضاً للشريط المصوّر القصير «هاوٍ» (1955) للمخرج اللبناني حسيب شمص. وهو فيلمٌ تجمع بينه وبين «الرجل ذو الكاميرا» نقاط مشتركة أساسية: الأول يصور يوميات البيروتيين من خلال جولة عفوية للكاميرا في أرجاء العاصمة، فيما «يرى» الثاني في عين الكاميرا يوميات مدينة سوفياتيّة في ظل النظام الشيوعي.
أرانا فيرتوف بعينه الثانية يوميات المواطن السوفياتي، فهل تنجح فرقة «أكس. إي. أف. أم» في إنتاج صوت هذه اليوميات؟


9:00 مساء غدٍ ــ Basement، الصيفي ـ 70/959698
http://www.myspace.com/thebasementbeirut