محمد عبد الرحمنرغم أن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية نفت على لسان الناطق باسم البابا شنودة الثالث إصدار أي بيان أو القيام بتحرك مناهض لعرض «واحد صفر»، ما زالت مجموعة محامين محسوبين على الكنيسة متمسّكة بإنذار الرقابة والجهات المعنية بمنع عرض الفيلم في موعده المحدد أي 4 آذار (مارس) المقبل. أما السبب فهو ما رأته الرقابة «إهانةً للكنيسة وقانون الزواج المسيحي» كما يقول نبيل غبريال. وبرّر هذا المحامي عدم وصول الإنذارات إلى الجهة المنتجة للفيلم حتى الآن بـ«مشكلات إدارية سيجري تخطيها». لذا يمكن القول إنّ كل ما نشر في الصحافة المصرية أخيراً كان بمثابة «بالون اختبار» اعتاد المعارضون لبعض الأعمال الفنية إطلاقه قبل التحرك الرسمي. وهو ما يذكّرنا بما يفعله المحامي نبيه الوحش الذي يروّج غالباً لشكاوى قانونية في الإعلام لكنّه لا يتقدّم بها أمام النيابة العامة.
ورغم أنّ أسرة الفيلم احتجّت على غضب المحامين الذين رفضوا الشريط من دون مشاهدته، صرّح غبريال بأنّ ما قاله الفنانون، وخصوصاً إلهام شاهين (الصورة) وأحمد الفيشاوي عن محتوى الفيلم كفيل بإثارة الغضب، فالعمل، وهو الأول للمؤلفة مريم نعوم، يتناول مشكلة سيدة قبطية حصلت على حكم بالطلاق من الكنيسة لكن من دون السماح لها بالزواج مرة أخرى... فتضطر لدخول علاقة عاطفية مع رجل دون زواج.
يذكر أن الآلاف من قضايا الطلاق العالقة في الكنيسة المصرية سبّبت موجات انتقاد بسبب الحياة الصعبة التي يعيشها الرجال والنساء على حدّ سواء بسبب عدم السماح بالزواج مرة ثانية إلا نادراً، مثلما حصل مع الفنانة هالة صدقي. ونفت شاهين أن يكون «واحد صفر» تجسيداً لقصة حياة صديقتها. وفيما أكّد منتج الفيلم ممدوح الليثي حصوله على موافقة الكنيسة والرقابة قبل التصوير، نفت مخرجة العمل كاملة أبو ذكري علمها بعرض الشريط على الكنيسة. واللافت أنّه حتى الآن لا تزال القضية إعلامية فقط وغير معروف حتى الساعة إذا كان ضغط المحامين الأقباط سيؤدي إلى منع الفيلم. وهو الأمر الذي فشلوا في تحقيقه مع فيلم «بحب السيما» قبل خمس سنوات. علماً بأن مؤلفه هاني فوزي مسيحي مثله مثل مريم نعوم وكلاهما يؤكد أنه يقدم حالات محددة في المجتمع لا تعبّر عن واقع كل المسيحيين.
وكانت الفنانة ليلي علوي، المرشحة الأولى لبطولة «واحد صفر»، لكنها اعتذرت لتفوز بالدور إلهام شاهين ومعها أحمد الفيشاوي ونيللي كريم وخالد أبو النجا وزينة. فيما دخلت كاملة أبو ذكري في معركة جانبية مع ممدوح الليثي لأنّه حذف إهداءً لروح والدها الكاتب وجيه أبو ذكري من مقدمة الفيلم. غير أن تلك المعركة سرعان ما اختفت بعد توحيد الصفوف أمام هجمة المحامين الأقباط.