الحلقة الثالثة من المسلسل الذي يروي سيرة الرئيس العراقي الراحل، فتحت الباب على معارك قضائية حامية، والصحافي فايز الطورة يتّهم الجهات المُنتجة بتعريض حياته للخطر
نيويورك ـ نزار عبود
House Of Saddam المسلسل التلفزيوني (إنتاج BBC البريطانية و HBO الأميركية) تحوّل عنواناً إعلاميّاً مدوياً لمعركة تدور رحاها في القضاء الأميركي. والغريب أنّ ارتدادات هذه الدعوى وصلت إلى فضائية «أخبار المستقبل» عبر مراسلها في نيوريورك فايز الطورة، بالتزامن مع الدعوى التي رفعها هذا الكاتب والصحافي الأردني على BBC و HBO بتهمة نشر «معلومات غير دقيقة»، تبلّغ من المحطّة أنّها تبحث عن بديل له بعد ثلاثة سنوات من العمل مراسلاً لها في نيويورك.
بدأت القصّة عندما عكف مكتب «أوبريغان أسوشيتس» للمحاماة في نيويورك على إعداد قضية يرفعها نايف الطورة على BBC و HBO بتهمة تعريض حياته للخطر من خلال نشر معلومات يصفها بـ«غير دقيقة». إذ إنّ House of Saddam الذي يرصد سيرة الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين يتناول في إحدى حلقاته قصة هروب حسين كامل المجيد، الصهر الأول لصدام حسين وأخيه صدام كامل من الأردن والعودة إلى العراق ومقتلهما عام 1996.
ويعزو المسلسل أسباب الاغتيال إلى مقابلة صحافية أجراها الطورة مع المجيد وتلكأ في نشرها، يليها رفع الطورة دعوى على المجيد في عمّان بتهمة تهديده بالقتل.
وفي حديثٍ مع «الأخبار»، قال الطورة إنّ المنتج لم يكن دقيقاً، وإنّه بمزاعمه يعرّض حياته للخطر من عشيرة المجيد العراقية التي يقيم الكثير من أفرادها في الولايات المتحدة». ويضيف أنّ «تأخر نشر اللقاء الصحافي الذي أجراه مع حسين المجيد في عمّان أدى إلى نشوب مشادّة هاتفية بيننا، فسجّلتها واحتفظت بها وثيقةً قانونية للدفاع عن نفسي في حال تعرضي لملاحقة قضائية في الأردن». وأكّد أن المجيد وجّه إليه تهديدات خلال المكالمة واستخدم عبارات نابية في مخاطبته».
وفي الحلقة الثالثة من «بيت صدّام»، ورد أنّ المجيد هدّد الطورة بالقتل، فرفع هذا الأخير دعوى عليه في المحاكم الأردنية، أدرك على أثرها المجيد أنّه لم يعد محمياً كفايةً في الأردن، فعاد إلى العراق.
إلى جانب عمله في «أخبار المستقبل»، فايز الطورة هو لاجئ سياسي يقيم في ولاية نيوجيرسي، وقد تحوّل أخيراً إلى مادة مثيرة في الولايات المتحدة وخارجها، وخصوصاً بعد إنتاج قناة «العراق» الرسمية مسلسلاً وثائقياً من تسع حلقات بعنوان «قصة حسين كامل المجيد: صعوده وانشقاقه ومقتله». وبحسب الوثائقي فإنّ القضية التي رفعها الطورة على المجيد كانت سبباً لعودته وشقيقه كامل للعراق ليُقتلا على يد نجل الرئيس العراقي السابق عدي صدام حسين.