أحمد الزعتريعندما يقرّر مخرج ليبرالي مثل أوليفر ستون مناهض لسياسات العنف التي تتبعها أميركا، إخراج شريط عن حياة الرئيس الأميركيّ الأسبق جورج بوش، نتوقّع أن نشاهد شريطاً يمثّل هذا التوجّه الليبراليّ المعارض بكل المقاييس، على غرار فيلميه JFK و«نيكسون» السياسيين... وحتى Platoon الذي صوّر فيه الحرب الأميركيّة في فيتنام. لكنّنا نفاجأ في W بشريط توثيقي يتابع مسيرة شاب أميركي عادي مدمن كحول من تكساس إلى رئيس أعظم قوة في العالم.
ورغم أن ستون صرّح أنّه «تخلّى عن كل آرائه السياسيّة» لرصد هذا التحوّل في شخصيّة رجل «تركنا بثلاث حروب في العراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب وتركنا بتراث الضربة الاستباقيّة»، إلا أنّه سيسبغ على شخصيّة الرئيس (تمثيل جوش برولين) صبغة كوميديّة أقرب إلى الكاريكاتوريّة، وبأسلوب تقصّي تقليديّ لحياة سياسيّ مقترباً من أسلوب سرد فيلم The Queen للبريطاني ستيفن فريرز.
يمر الشريط على ثلاث مراحل مفصليّة في حياة بوش الابن: الأولى دراسته في جامعة «يال» حيث يصوّر شاباً لا يفارق زجاجة الكحول، ويرى فيه والد الرئيس السابق جورج بوش الأوّل شابّاً مستهتراً بعكس ابنه الثاني جيب. إذ إنّه لا يستقر في عمل حتى يواجهه والده بالقول بعدما طُرد من عمل في بئر بترول: «من تظنّ نفسك؟ من عائلة كينيدي؟ أنت من عائلة بوش. كُن واحداً منهم». المرحلة الثانية: نراه إنساناً متديّناً منخرطاً في السياسة. وهنا بالضبط تظهر شخصية ستون الليبراليّة من خلال تحميل شخصيّة «بوش» عقدة أوديبيّة: إذ إنّه يريد أن ينتقم من والده بسبب مساندته لشقيقه جيب في ترشحه لمنصب عمدة ولاية فلوريدا، فيقوم بترشيح نفسه عن ولاية تكساس. أما المرحلة الثالثة، فهي بالطبع مرحلة الرئاسة، وتحديداً فترة ما بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر). فيظهر بوش كرئيس مُسيَّر من نائبه ديك تشيني وكبير موظفي البيت الأبيض توبي جونز الذي ينتمي إلى اليمين المحافظ.
الشريط ممتع إلى حد ما لولا النزعة السرديّة. وقد أدى طاقم التمثيل أدواراً مميزة فعلاً، وخصوصاً ريتشارد دريفوس الذي أدّى دور ديك تشيني.


«أمبير لاس ساليناس» (06/540970)، «غراند سينما ABC» (209109/01)، «غراند كونكورد» (01/343143)