«غجري في مسرح المدينة» هو عنوان الحفلة التي سيحييها خوان بيريز رودريغيز (الصورة) الليلة في «مسرح المدينة»، بمرافقة أبريل سانترون على الإيقاع. الموسيقي والمغني الإسباني، سليل عائلة غجرية وموسيقية، شرب أنغامها العابرة للحدود، وكلماتها وطريقة غنائها التي رافقت الغجر في ترحالهم من وطن إلى آخر.
تمرّس رودريغيز على آلة البيانو منذ سنّ الثامنة، ثم الغيتار والإيقاع والباص، كما احترف الغناء أيضاً. تراث غني بالفلامنكو، والموسيقى الغجرية، موروث عن والده المغني خوان سومبرا، وعن عمّه محترف الفلامنكو وعازف الغيتار الشهير، نينو ميغيل. إلى جانب الموسيقى، ورث رودريغيز التنقّل والترحال. فهو درس في إسبانيا، ثم باريس وبوسطن، حيث تخصّص في موسيقى الجاز.

سجّل وعزف على المسرح مع أسماء مهمّة في عالم الفلامنكو كبيبي دي لوشيا، ونينا باستوري، فيما خاض تجارب موسيقية مختلفة. تجارب مثل الحفلة التي أحياها في بيروت مع عازف العود الفلسطيني سيمون شاهين. وكان الاثنان قد سبق أن قدّما عرضاً في جامعة «بيرزيت» في فلسطين. ذلك البلد الذي غيّر مجرى حياته: «فلسطين التي علّمتني الحياة».
هنا، زار خوان مخيّمات اللاجئين في أرضهم، وخاض ورش عمل موسيقية برفقة جمعية «كمنجاتي» إلى جانب أطفال في مخيم «قلنديا»، ومخيّمات أخرى في غزّة. كان استقبال الناس والأطفال له فوق العادي، وخصوصاً أنّه خرق الجدار وكسر الحصار، وغنّى للأطفال وعزف لهم.
هذه السعادة لم تدم! فبعد مغادرته غزّة بأسبوع، وقع العدوان الأخير. من خلال العلاقات التي بناها في فلسطين، كان يتابع ويسأل عن أخبار الأماكن التي زارها وأحبّها، وعن الأطفال الذين لعبوا وغنوا معه، ورأى فيهم تمسكاً بالحياة إلى أقسى درجة، برغم إصاباتهم وظروف حياتهم الصعبة. كان خوان يسمع أخبار موت هؤلاء، أو فقدانهم لأقربائهم ومنازلهم، ما دفعه إلى إغلاق حسابه على فايسبوك هرباً من الحزن إلى الجبل في إسبانيا.
لكن خوان بيريز رودريغيز سيعود الى فلسطين برفقة والده وأصدقاء موسيقيين، ليتعاونوا مع موسيقيين محليين على إنتاج عمل مشترك يمزج بين الفلامنكو والفولكلور الفلسطيني، على أن يقدّموه في مختلف أنحاء العالم. كما سيتعاون مجدداً مع «كمنجاتي» وراقصة الفلامنكو أوسي فرنانديز، ليقدّم حفلات موسيقية داخل فلسطين.

«غجري في مسرح المدينة»: الليلة 20:30 في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010