تحرّشات جنسيّة بالجملة، وفوضى عارمة وتمزيق لصور المطرب الوسيم. هكذا، كانت أجواء الحفلة الأخيرة التي أقامها المغنّي المصري، فاذا به يربح في غزّة ويخسر «معركة» المنصورة!
محمد عبد الرحمن
عندما ظهر تامر حسني في الاعتصام التضامني مع قطاع غزة في نقابة الممثلين المصريين، كثرت الانتقادات التي اتّهمته بأنّه لا يترك مناسبةً ــ سياسيّةً كانت أو فنيّة ــ إلا ويشارك فيها بهدف الاستغلال الإعلامي وسعياً وراء الأضواء. لكنّ الفنان الشاب خيّب آمال هؤلاء، إذ أكّد أن مشاركته هذه لم يكن هدفها دعائياً، وخصوصاً بعد تسجيله أغنيةً خاصةً للقطاع، كذلك فإنّه كان المغني الوحيد الذي تمكّن من دخول غزة لإيصال المساعدات الإنسانية والتبرعات للفلسطينيين. انتهى العدوان وعاد حسني إلى نشاطاته الفنية وإلى خلافه الذي شغل الصحف مع المنتج نصر محروس محتمياً بالنقاط التي سجّلها لمصلحته خلال العدوان وزادت شعبيَّته في الأوساط العربية. لكن الفرحة لم تكتمل، إذ كان على موعد مع خسارة كبيرة، سببها الأول... جمهوره، الجمهور نفسه الذي سانده دائماً ضد النقاد والصحافيّين في كل مرة علت الأصوات منتقدةً مسلسل «إغماء الفتيات تحت أقدام المطرب الذي هرب من خدمة الجيش».
هكذا لأوّل مرّة غضبت المعجبات من حسني بسبب «موقعة المنصورة». على فكرة، لا علاقة لهذه الموقعة بالمعركة الشهيرة التي وقعت في المنطقة الريفية خلال الحملات الصليبية.
وفي التفاصيل أنّ حسني قرّر التبرّع بعائدات إحدى حفلاته لجامعة المنصورة (عاصمة إقليم الدقهلية) ضمن سلسلة حفلات تحمل عنوان «في حبّ مصر». دفعت الجامعة تكاليف الفرقة الموسيقية فقط، وخصّصت أرض الملعب الجامعي للحفلة التي كانت إقامتها مقررة يوم الأربعاء الماضي في السابعة مساءً. لكنّ الحفلة لم تبدأ إلا في العاشرة وانتهت بعد... ثلاثين دقيقة! أما السبب فهو أنّ المكان المخصّص لجلوس الفتيات اللواتي تخطّى عددهنّ الألف لم يمتلئ بالكامل. إذ خصصت الجامعة أرض الملعب للإناث والمدرّجات للذكور، فرفض مندوبو حسني انطلاق الحفلة إلا بعد امتلاء أرض الملعب. وبهدف الخروج من المأزق، طلب هؤلاء من الجميع دعوة أصدقائهن البنات، وهو ما رفضه الجمهور الذي اتّهم الفنان وفريقه بأنهم يهتمّون بالصورة أكثر من الجمهور. وعندما بدأ الحضور يتململ ويشتكي من المماطلة، طلب المنظّمون من الشباب والفتيات الاختلاط بحيث يجلس الشباب في الساحة خلف الفتيات، وهنا حلّت الكارثة. ببساطة، تحوّلت الحفلة الغنائية إلى حفلة تحرّش جنسي أبطاله الشباب المشاركون. وعندما ظنّت إدارة الجامعة أنّ ظهور حسني وانطلاق الحفلة قد يهدّئان الأوضاع ويخمدان نار المهزلة، ازدادت التجاوزات، ولا سيمّا أن دعوة المطرب إلى حماية البنات لم تلق آذاناً صاغية. هكذا، علت أصوات سيارات الإسعاف على الحفلة وصعد أحد الشباب واحتضن حسني بقوة على المسرح وكاد يسقط معه أرضاً ليتأكد للجميع أن إجراءات الأمن سقطت، بما في ذلك حماية المنصة نفسها. وفيما أعلنت الفتيات لأول مرة غضبهن على المطرب الوسيم، مزّقن صوره كأنّه زعيم سياسي مغضوب عليه وغادرن الحفلة حفاظاً على ما بقي من «الكرامة والحياء»! وأجبر رئيس الجامعة المطرب على المغادرة سريعاً، لتنطلق موجة هجوم جديدة على تامر حسني الذي يقدّم الآن حفلات عدة تحت شعار «في حب مصر» كأنّه نسي هروبه من خدمة الجيش والوطن.