صباح أيوبصُدم منظمو المؤتمر الصحافي في مقرّ «مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية» (سكايز) أمس، من ضآلة عدد الحاضرين من أهل الصحافة والإعلام الذين كان يُفترض أن يواكبوا «إطلاق التقرير السنوي عن الحريات الإعلاميّة والثقافيّة 2008» الذي أعدّه «سكايز». لم يأت الصحافيّون رغم تشديد المنظمين على أنّ التقرير هو «الأول من نوعه في المنطقة». هل هي دلالة على يأس أهل الإعلام من جدوى التقارير؟ أم أنّ الاطلاع المسبق على ملخّص العمل الذي أرسل قبل أيام كان سبباً للحكم على الحدث فمقاطعته؟ هل هي مشكلة ثقة بين المركز الحديث العهد والجسم الإعلامي المعني؟ المنظّمون ومعدّو التقرير، من جهتهم، لم يروا في هذا التغيّب سوى «أسباب سياسيّة»! لكنّ التقرير، الملخّص الذي جاء ضبابياً غير مكتمل العناصر المهنيّة، جاء هو الآخر مسيّساً، وخصوصاً عندما «رصد» الحريّات الإعلامية في لبنان.
العمل المضغوط في 8 صفحات، إضافة إلى ملحق خاص بفلسطين، شمل «وضع الحريات في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن». لكنّ التقرير «الأول من نوعه» لم يحتوِ على أرقام ولا مقدمّة تشرح الظروف السياسية والأمنية التي رافقت الأحداث التي رصدها طوال العام. كما غاب التعريف عن كل وسيلة إعلامية مذكورة فيه (هويتها، خطّها السياسي، ناشروها...) ما أدى إلى تحوّل العمل إلى مجرّد سرد للأحداث الأمنية مع تسليم المعدّين بأنّ القارئ يعرف سلفاً (!) المناخ السياسي المرافق وهوية الوسيلة الإعلامية. خطأ مهني جوهري لا يمكن أن يُبرَّر في كون التقرير الذي وزّع أمس «ملخّصاً» يتناول «المحطات الأساسيّة» فقط. فقد أجّل معدّو التقرير أيضاً، ذكر كل المعلومات التقنية عن أسلوب العمل المعتمد ومصادر المعلومات وتفاصيل الرصد الميداني، وذلك «إلى حين صدور الكتاب الخاص بالتقرير بعد أشهر» على حدّ قولهم. هل نحن أمام «مسودة» تقرير غير مكتملة أم أنّ هذه العناصر غابت فعلاً عن بال المعدّين؟
مجموعة المشرفين على التقرير الذين قُدموا في المؤتمر الصحافي، تألّفت من خالد صبيح مسؤول الأبحاث وعمرو سعد الدين منسّق الأبحاث وأحمد مغربي مدير الموقع الإلكتروني الذي سينشر عليه التقرير (لم نُفد بعنوانه خلال المؤتمر). وبعد قراءة أبرز ما تضمّنه التقرير، تركّزت أسئلة الحاضرين على «جدوى التقرير»، ما الجديد الذي يمكن أن يقدّمه؟ ما الأثر الذي سيحدثه؟ هل يحمي الصحافيين من الاعتداءات؟ الجواب: «المركز لا يستطيع أن يفعل شيئاً إن لم يتعاون الصحافيون معه».