بعد «أسمهان» و«السندريلا» و«الملك فاروق»محمد عبد الرحمن
لولا النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل «أسمهان» لكانت أعمال السير شبه غائبة عن الشاشات العربية. صحيح أنّ نجاح «الملك فاروق» سبَقَ «أسمهان» لكنّ العمل الأوّل اعتمد على الجدل السياسي قبل الجودة الفنية. أمّا الثاني، فأعطى المنتجين دفعةً إلى الأمام بعد الفشل الكبير لمسلسلَي «السندريلا» و«العندليب».
صحيح أنّ «أسمهان» لم يحظَ بتسويق جيد في العرض الأول بسبب الخلافات مع قناة mbc لكنه الآن يجني أرباحاً كبيرة بسبب العرض المتتابع على قنوات مصريّة وعربيّة. وقد أسهم في انتشاره سقوط الدعاوى القضائية المطالِبة بمنع عرض العمل والمرفوعة من بعض «الغاضبين» في عائلة الأطرش. وهو ما تكرّر مع «السندريلا» إذ لم تنجح نجاة الصغيرة في منع عرضه حتى الآن.
لكن يبقى السؤال: مَن سيكون نجم السير في رمضان 2009؟ المشاريع التي يجري تداولها حتى الساعة عديدة، لكنّ المسلسل الوحيد المرشّح للعرض هو «أبو ضحكة جنان» الذي يروي سيرة الممثّل الراحل إسماعيل ياسين، حيث بدأ التصوير بالفعل وقد ينتهي المخرج محمد عبد العزيز من تصوير كل المشاهد خلال ثلاثة أشهر ليبدأ مرحلة المونتاج.
أمّا «مدّاح القمر» الذي يسرد حياة الموسيقار الراحل بليغ حمدي، فلم ينتهِ المخرج مجدي أحمد علي من اختيار باقي فريق العمل لمشاركة البطل الرئيسي محمد نجاتي التمثيل. ونشير هنا إلى أنّ عنصراً هاماً يجمع «مدّاح القمر» و«أبو ضحكة جنان»، وهو موافقة الورثة على المشروعَين، لذلك فالإعداد ـــ مهما طال ـــ سيجري في هدوء ومن دون ضغوط قضائية وقانونية. هكذا فإنّ المخرج الراحل ياسين ياسين نجل إسماعيل ياسين والسيناريست أحمد الإبياري (نجل أبو السعود الإبياري مؤلف معظم أفلام نجم الكوميديا الراحل) شاركا في صياغة «أبو ضحكة جنان». وبالتالي، فالحلقات لم تعرض على الأسرة لقراءتها بل كتبتها بنفسها وحصل عليها المنتج صادق الصباح الذي أعطاها بدوره للمخرج محمد عبد العزيز والفنان أشرف عبد الباقي ليدخل المسلسل استوديوهات التصوير بهدوء. كذلك، وافق مرسي سعد الدين شقيق بليغ حمدي على تقديم الشخصية كما هي بفوضويتها ومغامراتها وعلاقاتها المتعددة التي لم يكن الملحن الراحل يخفيها. ولعلّ ما شجّع عائلة حمدي على قبول عرض العمل هو تقديمه دليل براءة ابنها من جريمة قتل سميرة مليان وهي القضية الشهيرة التي دفعته إلى العيش سنوات في باريس. لكنّ هذا التعاون بين الورثة وصنّاع العمل لا ينسحب على كل الأعمال، إذ ها هي المشاكل تلاحق مسلسل ليلى مراد والنزاع القضائي على أشدّه حالياً، على رغم أنّ كل المعطيات تؤكّد فشل زكي فطين عبد الوهاب في منع تصوير المسلسل الذي يروي سيرة والدته. حيث يبدو أنّ المؤلّف مجدي صابر والمنتج إسماعيل كتكت يملكان رداً قانونياً على كل الاتهامات وأبرزها ما يردّده زكي عن أنّ والدته ليست شخصية عامة لأنها قضت 40 عاماً بعد الاعتزال ربّة منزل. أما ردّ صابر، فهو أنّ المسلسل ينتهي مع اعتزالها، أي سيتناول حياتها كشخصية عامة. وعلى رغم هذه السجالات لا يزال العمل غير مرشّح لدخول سباق رمضان المقبل، إذ حتى الآن لم يستقر المنتج على بطلة، بل المخرج نفسه لم يُحدَّد نهائياً والاختيار ما زال قائماً بين الليث حجو ومحمد زهير رجب. ولعلّ ما يجمع «ليلى مراد» و«أسمهان» ليس فقط مشكلات الورثة مع المنتج إسماعيل كتكت. إذ إنّ كلتا المطربتين عاشت حياةً مثيرة للجدل، وإن كانت مراد لم تشهد أزمات تُنهي حياتها كما حدث مع أسمهان، لكنّها تعرضت خلال فترة اعتزالها الطويل لاتهامات متباعدة بأنّها زارت إسرائيل وأعلنت تمسّكها بديانتها الأصلية اليهودية، ما دفع الفنانة الملقّبة بـ«قيثارة الشرق» إلى نفي الأمر مراراً وأوصت بأن تخرج جنازتها من «مسجد السيدة نفيسة» تحديداً لكونه محبّباً لدى الشعب المصري حتى تؤكد إسلامها.
المؤكّد أنّ الصراع بين الورثة والمنتجين سيظل مستمراً في أعمال السير التي تتمّ من دون علم الورثة. والمؤكّد أيضاً أنه حتى الآن لم ينتصر الورثة في أي معركة. ويبقى الجمهور وحده الحكم حين يخرج المسلسل إلى النور، فإما يكون في مستوى «السندريلا» أو يصل إلى ما وصلت إليه «أسمهان».


أعمال بالجملة

رغم أن الكلام في رمضان 2009 يدور حول ثلاثة مسلسلات للسير فقط، فإنّ المشاريع المشابهة لا تغيب عن بال المخرجين والكتّاب.
لكن سببين رئيسيين يقفان عائقاً أمام تحقيقها، أوّلهما ظروف الإنتاج، إضافةً إلى المشاكل العديدة التي يُمكن أن تنشأ مع الورثة بسبب غياب الممثّل القادر على تجسيد الشخصية كما يقول هؤلاء.
كل ذلك يؤدي إلى تعطيل هذه الأعمال لأجل غير مسمّى، وذلك رغم إعلان المؤلفين استعدادهم لتقديم النص كاملاً إذا طُلب منهم ذلك.
هكذا دخل الثلاجة كلّ من المسلسلات التي تروي سيَر الفنّانين الراحلين محمد عبد الوهاب وتحية كاريوكا ورشدي أباظة وسامية جمال ومحمد فوزي وفريد الأطرش.

تجميل لبناني


أصبح اختصاصي التجميل اللبناني كلود إبراهيم عنصراً مشتركاً في مسلسلات السيَر المصرية. بعد نجاحه مع شخصية «الملك فاروق» (الصورة)، ها هو يساند أشرف عبد الباقي كي يستعيد إطلالة إسماعيل ياسين.