لم تكد «رياح التغيير» تهبّ على البيت الأبيض، حتى باتت Al Jazeera English تحلم بغزو بلاد العمّ سام. الأخت الصغرى للمحطّة المشاكسة، تخوض حملة واسعة لـ «تحسين» صورتها، وتسأل الأميركيين «لماذا تكرهوننا؟»
صباح أيوب
بعدما كان أمر «تحسين الصورة» من أبرز هواجس الإدارة الأميركية تجاه العالم العربي، وبعدما كانت هذه الإدارة ترى في «الجزيرة» أحد العوائق أمام تحقيق مهمتها، جاء دور «الجزيرة» لـ... تلمّع صورتها أمام الرأي العام الأميركي! هكذا، انطلقت «الجزيرة الإنكليزية» أخيراً في حملة إعلانية وإلكترونية متوجّهةً الى الأميركيين والكنديين بهدف كسب تأييدهم و... رضاهم. القناة التي يُمنع بثّها حالياً في أميركا الشمالية وكندا تقدّمت أخيراً بطلب رسمي لتتمكّن من البث عبر أحد الأقمار الصناعية التي تغطي هاتين المنطقتين. لكن مقابل دخول الجنّة الأميركية، يجب على القناة ذات الوصمة «الإرهابية» أن تنقّي صورتها وتبرّئ سمعتها، علّ المواطن الكندي والأميركي يصوّت لاستقبالها على شاشته الخريف المقبل. بدايةً، أطلقت المحطة حملةً إعلانية في «تايمز» و«واشنطن بوست» و«فورين بوليسي» ستستكملها في صحف كندية وأميركية. أمّا إلكترونياً، فقد أنشأت موقع «أريد الجزيرة» www.iwantaje.net الذي يعدّ مركز الثقل في الحملة ويحتوي على أفلام ومعلومات موثّقة عن الطاقم الصحافي. وتحت عنوان «أساطير ووقائع، اِكتشف حقيقة الجزيرة» عمل مطلقو الحملة على دحض كل «الأساطير» التي يطلقها الغرب على القناة مثل: دعمها للإرهاب ومعاداة السامية ومعاداة أميركا وكونها ترجمة لـ«الجزيرة» العربية. لكن ـــــ ضمن الدفاع عن النفس ـــــ حجّم معدّو الحملة خطورة الاتهامات الغربية لهم. إذ رأوا مثلاً أنّ تهمة «الإرهاب» تُنسب للقناة فقط لأنّها تعرض تسجيلات أسامة بن لادن، لكنّهم غفلوا عن أنّ تلك التهمة تحضر كلما حاولت المحطة الكشف عن المجازر الإسرائيلية في فلسطين ولبنان وارتكابات الاحتلال الأميركي في أفغانستان والعراق... وكما يعلن الموقع صراحةً أنّ «المحطة الإنكليزية تقدّم رؤية مختلفة عن القناة العربية»، يؤكد مدير «الجزيرة الإنكليزية» طوني بورمان أنّ «كل ما يثير الجدل حول «الجزيرة» العربية لا يجب أن يؤثر على القناة الإنكليزية، لأنّنا نعمل بطريقة منفصلة تماماً». المدير الكندي الذي يعلّق آمالاً على تغيّر الإدارة الأميركية يشير إلى أنّ «تغطية القناة لحرب غزة كشفت عن إقبال كثيف للمشاهدين الأميركيين عبر الموقع الإلكتروني». وفيما تبيّن لنا أنّ المسؤولين في «الجزيرة» العربية في قطر غير معنيين أو متابعين للحملة، أبدت مصادر في القناة الإنكليزية لـ«الأخبار» «استغرابها» حول سياسة «تلميع الصورة» تلك، وخصوصاً أنّ بورمان «يمتاز بخطّ أكثر انفتاحاً على الشرق الأوسط ممن سبقوه».