«بلو نوت» في لبنان غير «بلو نوت» في الولايات المتحدة، لأنّ الجاز في لبنان مختلف عن الجاز الأميركي. هنا، يضطر القائمون على أمسيات النادي العريق إلى برمجة مواعيد لا تمت إلى الجاز، أو حتى إلى الأنماط القريبة منه، بِصِلة. السبب هو عدم توافر فرق جاز مرموقة كافية لملء روزنامة الأمسيات الموسيقية الحية اليومية أو شبه اليومية. لكن طبعاً، موسيقى الجاز وتوابعها هي الأساس في «بلو نوت»، ويتقاسم تأمين حضورها، المقبول نسبياً، أسماء محلية وأحياناً ضيوف من الخارج (الولايات المتحدة خصوصاً).

في الجانب المتعلّق بـ«رجال الجاز» المرموقين على الساحة المحلية، يدعو النادي البيروتي عازف الساكسوفون آفو توتنجيان (الصورة) وفرقته الرباعية (Quartet) التي تضم إليه فادي فرح (بيانو)، والسويسري رودي فلدر (باص) وسامر زغير (درامز). لآفو توتنجيان علاقة خاصة بالجاز. علاقة ذات أوجه عدّة: أوّلاً، هو يعشق هذه الموسيقى (وتحديداً مدرسة الـ«بي ــ بوب» وفرعها القاسي إذا صحّ العبير، أي الـ«هارد ــ بوب») وعلاقته السمعية بها متينة جداً. وفي هذا السياق، تولّى توتنجيان قبل سنوات برمجة أمسيات الجاز في «مهرجانات بعلبك الدولية» في فترةٍ شهدت أمسيات تاريخية. ثانياً، هو رجل أعمال، دفع هواية العزف على الساكسوفون إلى درجة من الاحتراف، لا نجدها أحياناً عند متفرّغين للعزف في لبنان. ثالثاً، إلى جانت السمع والعزف، لتوتنجيان علاقة شخصية مع رموز جاز كبار، تراوح بين الصداقات المتينة مع بعضهم واللقاء العابر. من بين هؤلاء نذكر عازف الساكسوفون الأميركي تشارلي راوس (1924 ــ 1988) الذي كان صديقاً له، وبه تأثّر في أسلوب العزف. راوس كان عضواً أساسياً في فرقة الأسطورة ثيلونيوس مونك، لذا يخصّص آفو توتنجيان أمسية الليلة لمؤلفات الأخير، في تحيّة غير مباشرة لصديقه والموسيقى التي كان يعزفها إلى جانب مونك. هكذا، يتضمّن البرنامج عناوين مثل Evidence، وMonk’s Mood، وNutty، وPannonica، وغيرها.

«آفو توتنجيان وفرقته»: الليلة 21:30 في «بلو نوت» في شارع المكحول (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/743857