لندن ـــ سونيا زين قبل 13 عاماً، جلب خليل رباح (1961) أشجار زيتون وزرعها أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف. وفي نهاية 2008، فتح «مكتباً» لـ«طيران الولايات المتحدة الفلسطينية» في مقر البرلمان الأوروبي في لندن... ليستقرّ المكتب في 2009 في واجهة صالة عرض «روز عيسى» مقابل مقر مجموعة دول الكومنولث في لندن. يضمّ تجهيز United States Of Palestine airlines طائرة كُتبت عليها شعارات لمختلف شركات النقل الجويّ، خريطة، كابينات خاوية، وخمس ساعات متوقّفة وكنبة فارغة. ويصبّ هذا التجهيز ضمن المبدأ عينه الذي عمل عليه رباح منذ تأسيسه «المتحف الفلسطيني للتاريخ الطبيعي والإنسانية» وجعل له فروعاً عدة في بلدان العالم، في محطة للاحتجاج السلمي ومحاولة لبناء الفهم الجماعي الذي تكوّن على مراحل عدة، وأيضاً نظرة أخرى في الحقائق والأوهام.
لطالما سكنت أسئلة الهوية والتاريخ والواقع الفلسطيني أعمال رباح. في 2007، أقام معرضاً حمل عنوان «50 ألف و320 اسماً» تناول عنصرين: صوراً من واقع الحياة لملكيات تاريخية في فلسطين بدأت في عام 1993، وفيلماً يظهر رباح وهو يقرأ أسماء وعائلات سكان مسجلين في مبانٍ تاريخية فلسطينية، في محاولة للمطالبة بالأرض، والوعي بحال شعب يعاني اقتصادياً واجتماعيّاً وسياسيّاً. أعمال هذا الفنان المقيم في رام الله تمثّل امتداداً لفكرة أشمل عن علاقة الإنسان بالطبيعة والمعاناة الإنسانية على مستوى عالمي. وهو يعكس قسوة في الأساليب، مستخدماً الوهم والحلم بطريقة ساخرة للتعبير عن الواقع الأليم لشعب تشتّت في الداخل، كما في الخارج. ويأتي تجهيزه خطوط الطيران ليعكس تكوُّن دولة وجواز سفر وخطوط طيران لها فروع في بيروت ولندن وغيرهما.
تقول روز عيسى مالكة الصالة اللندنية لـ«الأخبار»: «كل من يمر أمام الواجهة، تستوقفه الطائرة. يظن أنّه مكتب لشركة طيران، الناس يقرعون الباب ويسألوننا عمّا إذا كانت ثمة رحلات جوية نجريها. فأعرض عليهم رحلات مجانية إلى غزة. وهم يرفضونها!»، مشيرةً: «سأستمر في عرض الفن الجيد والقضية المحقة».