نوال العليوجدت أعمال المصوّرة الشابة لميس المحمد (1988) في مسرح «بابل» مكاناً يشبهها في معرض اختُتم أمس وضمّ 27 صورة فوتوغرافية ممسرحة. قسّمت الفنّانة السوريّة معرضها إلى قسمين، تُعرض في الأوّل لقطات للعرض المسرحيّ الفرنسيّ «نهاية الأرض» للمخرج فيليب جانتي، ضمّ العرض رقصاً معاصراً ودمى وحرصاً على الإبهار البصري باستخدام أقلّ الأشياء على الخشبة والاعتماد على الضوء والعتمة ثم تقديم كل ذلك في قالب رأت المحمد أنّه «مسرح للصورة»، فقامت هي بعملية معاكسة والتقطت الصور لتعيد إنتاجها في فوتوغرافيا مسرحيّة إن جاز التعبير. فكرة قد تكون المحمد استمدّتها من تجربتها في توثيق العروض الحيّة مع المخرجة أمينة دجاهنين.
وعلى عكس المجموعة الثانية من الصور، جاءت هذه اللقطات بحجمها المتوسط ملوّنة، بخلفيّة حمراء فاقعة أو زرقاء حالمة وأخيلة سوداء لفتاة مراهقة ورجل يعتمر قبعة ومعطفاً طويلاً. لكنّ تصوير العمل المسرحي هنا يقترب في نتيجته من العمل الصحافي أو الوثائقي، بمعنى أنّ المحمد وإن حاولت تقديم قراءتها البصرية الخاصة، فإنها لم تقم بعمل فنيّ مئة في المئة في هذا الجانب.
أما القسم الثاني من المعرض الشخصي الأول للمحمد، فيضمّ صوراً بالأسود والأبيض، وهي أعمال تندرج ضمن ثلاث تيمات، تصوير الأشياء، الجسد، والعمارة. وفي غياب محور واحد يجمع أعمال المعرض الذي نظمته مؤسسة International Eye، سببٌ يُعزى إليه غياب عنوان يخدم كمظلة أو مفتاح لمجمل المعرض. وقد يكون من الأفضل لو تحدّد الفنانة مركزاً لاهتمام الصور أو موضوعاً، فتشق طريقها نحوه.
وفيما تصف المصوّرة هذه اللقطات بأنّها «مجموعة من اللحظات العفويّة التي تقدم أجواءً ومواضيع مختلفة»، فإن القاسم المشترك، بينها وبين المجموعة الأولى يكمن في غياب العفوية أصلاً، بخلاف ما تنشده المحمد. فكل شيء مدروس ومسرحيّ ومخطط له، حركة جسد الموديل وعُريه وحتى أكسسواراته من عقد وأقراط.
لكن جماليات هذه المجموعة الفوتوغرافية مستندة إلى ذلك القرب الشديد والحميم من الأشياء، وإلى التقاط مسامّ من الجسد وتفصيل من البناء والاقتراب منه حتى ليبدو كل شيء دونه بلا أهمية.