أسماء مثل نرمين الفقي وندى بسيوني وفادية عبد الغني لم تعد قادرة على ملء الفراغ. المنتجون يفتّشون عن نجمات لمسلسلاتهم، في وقت توجّهت فيه بطلات الصف الأول إلى «السيما»
محمد عبد الرحمن
كما عانت السينما المصريّة طويلاً غيابَ الممثّلات القادرات على الوقوف أمام النجوم، جاء الدور على المسلسلات. إذ راح صنّاعها يبحثون عن بطلات لأعمالهم في ظل عزوف معظم النجمات عن المشاركة رغبةً منهنّ في الحضور سينمائيّاً بعدما حققنَ نجاحاً على الشاشة الذهبيّة. ولأنّ معايير الدراما المصرية اختلفت في الأعوام الثلاثة الماضية، كانت دعوة نجمات السينما للانضمام إلى بلاتوهات الدراما منطقيةً، وخصوصاً أنّ مسلسلات مصر عانت سيطرة أسماء بعينها على البطولة النسائية، رغم أن تلك الأسماء تعمل في الدراما بسبب عدم الترحيب بها في السينما. والسينما في مصر لا تزال هي مقياس النجومية، ولو قال المتخصصون في الدراما إنّهم بعيدون عن السينما لعدم وجود نصوص مناسبة، فالكل يعلمون أن شبّاك التذاكر المصري لا يقبل إلا الوجوه ذات القبول العريض من الجمهور. بالتالي، أسماء مثل نرمين الفقي وندى بسيوني وفادية عبد الغني، لم تعد قادرة على ملء الفراغ، وخصوصاً بعدما نجحت أخريات في اللحاق بقطار السينما مثل غادة عبد الرازق وسمية الخشاب. وبعدما نجح المنتجون في إقناع بعض النجوم الرجال بمواجهة المخضرمين كيحيى الفخراني ونور الشريف، تكرّرت المحاولات مع النجمات. لكنّ الواقع يؤكد تمسّكهن بالسينما، وهو ما يؤدي إلى تعطيل مشروعات عدة، لكون الاستعانة بالنجمات السوريات واللبنانيات لم تعد متاحة كما كانت قبل عامين. وتأتي غادة عادل في مقدمة الأسماء التي أحدثت ارتباكاً متكرراً في سوق الدراما المصرية، إذ بعدما اعتذرت عن الجزء الثاني من مسلسل «المصراوية» بسبب مساحة الدور، فاجأت صناع مسلسل «ملف سامية فهمي» أو «حرب الجواسيس» بالاعتذار قبل فترة قصيرة من بدء التصوير. وكان المبرر المعلن طلبها أجراً يصل إلى مليون دولار، لكن العالمين ببواطن الأمور في سوق الدراما يعرفون أنها تطلب أجراً لن تحصل عليها أبداً، لكنها طريقة بعض الفنانين للاعتذار بما يصوِّر الأمر للصحافة كأنّه خلاف على الأجر. لكنّ الحقيقة أنّ غادة لا تزال مترددة بشأن خطواتها المستقبلية بعد النجاح الكبير الذي حققته أخيراً في السينما بفيلم «في شقة مصر الجديدة» وفي التلفزيون بمسلسل «قلب ميت». لهذا اعتذرت أيضاً عن فيلم «نسمة في مهب الريح» لمحمد خان، وقررت التفرغ للعمل مع زوجها مجدي الهواري في «الوتر» الذي لم يحدد موعد تصويره النهائي بعد. وبينما كانت منّة شلبي المرشحة الأولى لشخصية «الجاسوسة المصرية»، عادت المفاوضات معها من جديد على أمل قبولها المهمة بعد انتهاء تصوير دورها في فيلم «بدل فاقد» مع أحمد عز. علماً بأنّ الممثّلين الشباب ما زالوا يفضّلون السينما لأنّها الأكثر ربحاً، فتقديم فيلمين في السنة، يحقّق دخلاً يفوق العمل في مسلسل لمدة ستة أشهر من دون مغامرات العرض في رمضان واحتمالات النجاح والفشل. ربما لهذا، لا تزال منى زكي بعيدة عن المسلسلات قرابة ثلاث سنوات، وإن كان لدى منى سبب أقوى للتراجع، وهو فشل مسلسلها الأخير «السندريلا»، فعودتها مرتبطة بنص مميز وإمكانات كبيرة، وخصوصاً بعد استئناف نشاطها السينمائي بقوة في الآونة الأخيرة حيث تنتظر عرض فيلم «إحكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله، وتصوّر حالياً في جنوب أفريقيا فيلم «أولاد العم» مع كريم عبد العزيز وشريف منير والمخرج شريف عرفة.
الأمر نفسه ينطبق على مي عز الدين التي حاولت طوال العام الماضي تقديم مسلسل «قضية صفية» الذي تعذّر تصويره لأسباب انتاجية. وقتها، كانت أسهم مي السينمائية منخفضة ولا تزال، لكن ما تغيّر إتاحة فرص جديدة أمامها. بعد عرض فيلم «حبيبي نائماً» بدأت تصوير الجزء الثاني من «عمر وسلمي» مع تامر حسني الذي سيضمن لها حضوراً قوياً حتى عرضه في الصيف المقبل.
ياسمين عبد العزيز هي الأخرى مبتعدة عن التلفزيون، بعدما حقّقت اسمها من خلاله قبل سنوات، كموديل إعلاني شهير، ثم عبر مسلسل «امرأة من زمن الحب» الذي قدمها لأول مرة مع كريم عبد العزيز. وجاء نجاح فيلمها الأخير «الدادة دودي» جماهيرياً ليؤكد ابتعادها عن التلفزيون. أمّا داليا البحيري، فرغم أنها خارج دائرة نجمات شباك التذاكر، لكنها من الممثلات اللواتي اتجهن إلى التلفزيون في الأونة الأخيرة رغم حضورها سينمائياً. لكن هذا الحضور سيتراجع العام الحالي على كل المستويات بسبب الحمل رغم ظهور اسمها من بين المرشحات لبطولة مسلسل خالد صالح الجديد «تاجر السعادة».
بناءً على ما سبق، تظلّ حنان ترك حالةً خاصةً، لكونها الوحيدة ـــــ قبل الاعتزال ـــــ التي لم تتراجع تلفزيونياً رغم حضورها السينمائي المكثف، وإذا اكتملت خططها الجديدة فستعود إلى السينما قريباً بعد عودتها أولاً إلى التلفزيون.


هند ونور

إقامتهما الطويلة في مصر تدفع بهند صبري ونور اللبنانية إلى الخضوع للقانون الذي يحكم علاقة النجمات المصريات بالدراما. هند أكّدت أنها لن تعود إلى التلفزيون قريباً لأنّها «ضيفة» لا تريد ترك بيتها الأول السينما. وفيما تنهي قريباً تصوير «إبراهيم الأبيض»، تستعد لبطولة مطلقة في فيلم «أسماء» ليظل مسلسل «بعد الفراق» الوحيد لها في المرحلة الحالية. أما نور فساعدها على غيابها الفشل الكبير لمسلسلها «دموع القمر»، بينما تحصد إعجاباً متزايداً على مستوى السينما بعد تطور أدائها في فيلميها الأخيرين «نقطة رجوع» و«ميكانو». بالتالي تظل العودة إلى المسلسلات مرهونةً بمشروع مضمون النجاح يبدو أن نور لم تعثر عليه بعد، وخصوصاً بعد انشغالها بالزواج برجل أعمال سوري طوال الشهرين الماضيين.


المصراوية