خضر سلامةفجأةً، أصبحت المواقع الإلكترونية الصفراء مصدراً للمعلومات! هذه هي خلفيّة شهرة بعض المواقع الإلكترونية «الاستخبارية»، كما يحلو للعديد تسميتها. شهرةٌ تنبع من جنوحٍ أعمى لضخِّ الأخبار المثيرة التي تعزف على أوتار الدين والسياسة والمال. مواقع هدفها بث السموم الإخبارية القابلة للتحول إلى مادة دسمة للشائعات، بدءاً من التخوين وانتهاءً بالعمالة لإسرائيل. ومن الأبطال المتربّعين على عرش هذه المواقع مدوّنة «فيلكا إسرائيل»: هنا، نعثر على حكايات التخوين والتكفير، ومعارك تخاض ضد شخصيات لاختلافها في الرأي. حتى الأموات لا يسلمون من التخوين، كالشهيدين سمير قصير وجبران تويني وغيرهما. هند الحريري اعتنقت المسيحية، فؤاد السنيورة عميل للموساد منذ 34 عاماً، بهاء الحريري شتم أخاه، الصحافي هلال شومان عميل إسرائيلي وأردني مزدوج! وآخر صيحات الموضة الاستخبارية اتّهام «منتدى الصوت الحر» بأنّه صفحة إسرائيلية لتجنيد الشباب اللبناني، وأحد المشرفين عليه عميل أيضاً! هذه بعض من روايات شارلوك «فيلكا» هولمز الذي يعتمده أحياناً بعض وسائل الإعلام مصدراً موثوقاً للمعلومات والأخبار.
«منتدى الصوت الحر» آخر ضحايا «النهفات» الاستخبارية لـ«فيلكا إسرائيل». هو منتدى لبناني عربي يطغى عليه اللون المعارض، تعرّضَ سابقاً لهجمات متكررة بسبب مواقفه الداعمة للمقاومة. أحد المشرفين على المنتدى شاب يُدعى كمال، اكتشف صدفة أنّه مجنَّد للموساد الإسرائيلي، بحسب الموقع! كما اكتشف أنّه شخصية مستعارة للصحافي هلال شومان (العميل الإسرائيلي الأخطر حسب «فيلكا»). ورغم أن الشخصيتين ـــــ هلال وكمال ـــــ مختلفتان، يبدو أنّ دوافع ما نشرته المدوّنة هو الغضب الذي أثاره مقال كتبه هلال شومان انتقد فيه طبيعة هذه المدوّنة الصفراء.
«فيلكا إسرائيل» إذاً يهوى مهاجمة شخصيات 14 آذار تارةً، ويتكلّم عن إرهاب «حزب الله» طوراً، ثم يتحوّل إلى جريدة فنية تشهّر بفنانين أو شعراء أو شخصيات تلفزيونية. لكنّ الأخطر من كل هذا أنّه يمثّل مصدراً مهماً وموثوقاً لبعض المواقع الإلكترونية والمنابر الإعلاميّة اللبنانيّة.