دبي ــ أحمد البطماللافت في المهرجان تسخيره الأدوات التسويقية لخدمة القراءة، منها الاعتماد على نجوم الثقافة عالمياً، وأبطال الـ Best Seller عربياً أمثال السعوديّة رجاء الصانع صاحبة «بنات الرياض» والمصري خالد الخميسي صاحب «تاكسي: حواديت المشاوير». كذلك يعتمد على بعض الأدباء المكرّسين مثل الليبي إبراهيم الكوني. هذا ويتتبع المهرجان بصرامة أرقام مبيعات الكتب، ويفتح الباب أمام الاستثناءات العربية الخاضعة لسمسرة ثقافية لها وكلاؤها الحصريون المتنقلون بين الشرق والغرب على جسر التواصل المدهش.
لن تكون الحال كذلك في «مهرجان دبي الدولي للشعر» الذي يبدأ في 4 آذار (مارس) المقبل ويستمرّ حتى 10 منه. ما عدا النيجيري الحائز جائزة نوبل وول سونيكا الذي تحوّل إلى مصدر فخر المهرجان بتلبيته دعوة المشاركة، ستشارك أسماء لا نعرفها، كذلك لن نعرف المعايير المتبعة لاختيارها. لكن ما المشكلة، فالشعر فنٌّ يتيم! «دفء الملتقى وشاعرية المكان» هو شعار مهرجان الشعر. قد يساعدك هذا الشعار على تفادي الإصابة بالفصام إن كنت مصراً على متابعة فعالياته. هناك، ستتنقل بين أمسية الشيخ عائض القرني وهو يلقي قصيدة «حية من دارانا» ولسان حاله يقول «سخروا من شرعنا بل حالفوا دولة الكفر»، ومن ثمّ ستغوص في سحر قصيدة النثر مع أصوات نسائية خارقة تقفز من مهرجان إلى آخر، وتقرأ سطرين ثم نقطة، وهكذا دواليك حتى تنتهي القصيدة. ستسمع منهن قصائد من سطر واحد بهدف التكثيف وقول كل شيء، مع بعض التفعيلات التي يقتضيها وجود الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي في اللجنة الاستشارية. لكن أين ذهب أدونيس؟ لا أحد يجيب؟ لم يعد اسمه موجوداً في اللجنة الاستشارية، ويبدو أن الأمر «سريّ للغاية». لا نعرف إن كان ممكناً القول: «افرح يا سعدي يوسف»، أو نكتفي بالصمت الذي يقتله الفضول والغموض.