بشير صفيرالظواهر الموسيقية هي أبرز ما يميِّز عصرنا اليوم. والمؤسف أن معظم هذه «الظواهر» الفنيّة يحقق شهرةً عالميّة في أشهر قليلة، ومع أنّ رصيد أعماله لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، إذ يجني الملايين من خلال أغنيتين أو حتى أغنية يتيمة أحياناً.
وسط هذا الكرنفال العالمي للنجومية، نجد المغني الإنكليزي جايمس بلانت الذي انتشر اسمه كالبرق في السنوات الأخيرة، ووصل شعاعه إلى لبنان المنجذِب إلى «أيّ شيء». وبعد سنوات من سماع صوته عبر التسجيلات، سيتسنّى للجمهور اللبناني حضور حفلته في Forum De Beyrouth مساء اليوم. هنا، يجب التمييز بين ما هو تجاري وما هو تجاري معطوف على التفاهة والابتذال.
من هنا يمكن وضع بلانت في الخانة الأولى، وهذا أمر مقبول بالنسبة لفئته: أغنية البوب الحديثة. وما ينقذ أغنية بلانت من الهبوط إلى القعر هو تطعيمها بقليل من الروك، وحسن أدائه لها بصوت ناعم ومحبَّب. يضاف إلى ذلك أنّ المغني الشهير المولود عام 1974، لم يكن مراهقاً عندما بدأ تجربته، بل كان يتمتع بالحد الأدنى من الرؤية الفنية على الرغم من أنّ أغنيته سارت مع التيار السائد. لم يكن أحد يعرفه قبل سنة 2004، يوم شارك هاوياً في أحد المهرجانات، وصدف وجود منتج أُعجِب بما قدّمه فتبناه.
في السنة التالية، صدر ألبوم بلانت الأول Back to Bedlam الذي حوى عشر أغنيات، واحدة منها فقط، You’re Beautiful وضعت الأسطوانة في رأس قائمة الأغنيات في بريطانيا والعالم وبيع منها ملايين النسخ (أكثر من مليوني نسخة في بريطانيا وحدها). بعدها بحوالى سنتين أصدر بلانت ألبومه الثاني All the Lost Souls الذي حقق شهرة أقلّ، علماً بأنّ الأوّل أسهم بالتأكيد في انتشاره بشكل إضافي.
لم يكن يعني اسم جايمس بلانت شيئاً للجمهور قبل خمس سنوات، أي عندما كان في الثلاثين. وعادة تجارب كهذه يخوضها شباب في عمر المراهقة. إذاً أين «أضاع» جايمس كل ذلك الوقت؟ كان قد دخل الكلية الملكية الحربية، وتخرّج ضابطاً في الجيش البريطاني ووصل إلى رتبة نقيب، لكنّه عَدَل عن خياره لاحقاً لينخرط في مجال الموسيقى والشهرة.

21:00 مساءً ــ Forum De Beyrouth ـــ 01/999666