ليال حدادإلا أنّ الانتهاك الأبرز لحرية الصحافة والإعلام في لبنان تمثّل بما سمّي بـ«وثيقة إعلان المبادئ»، إذ تهدف الوثيقة ـــــ تحت بند «التنظيم» ـــــ إلى تكميم الإعلاميين والحدّ من حريتهم في النقد. وإن كانت المشاكل قد رافقت المحطات الأرضية هذا العام، فإنّ الأمر لم يختلف فضائياً. هكذا أقفل مكتب فضائية «الساعة» في بيروت من دون دفع رواتب ومستحقّات الموظّفين اللبنانيين الذين فوجئوا بالقرار. وتعدّدت التكهنات حول سبب هذا الإقفال المفاجئ، فعزاه بعضهم إلى استياء المالكين الليبيين من البيان الوزاري اللبناني الذي تعهّد متابعة قضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا.
وكان لـ«الجزيرة» حصّتها أيضاً من المشاكل اللبنانية: مع خروج الأسير سمير القنطار من معتقله في هداريم في فلسطين المحتلة، استاءت السلطات الإسرائيلية من تغطية مكتب بيروت للحدث، فطالبت باعتذارٍ رسميٍّ من القناة القطرية تحت طائلة مقاطعتها نهائياً. إلا أن هذا الاعتذار لم يأتِ رغم ما نشرته صحيفة «هآرتز» من أنّ المدير العام للفضائية وضّاح خنفر، كتب رسالة اعتذار للإسرائيليين وهو ما تبيّن لاحقاً أنه مجرّد شائعات.
غير أنّ هذا العام شهد انتفاضةً إلكترونيةً عربيةً تبنّتها بيروت، فاجتمع المدوّنون العرب للمرة الأولى في لبنان في ورشة عمل دامت ثلاثة أيام في العاصمة اللبنانية بعيداً عن الرقابة الإعلامية وعن الاعتقالات العشوائية التي يتعرّض لها هؤلاء في دولهم.
وإلكترونياً أيضاً، مثّلت مجلة «بخصوص» التي أطلقتها جمعية «ميم» ـــــ التي تُعنى بالدفاع عن حقوق المثليات في لبنان ـــــ ثورةً في عالم الدفاع عن حقوق المثليين.