عمان ــ أحمد الزعتري«إسرائيل تدافع عن مواطنيها» هو أحد عناوين الرسائل اليومية التي تُغرق البريد الإلكتروني لعدد من الصحافيين في الأردن وغيرها من الدول العربية، تحت اسم «المشروع الإسرائيلي». تتضمّن هذه الرسائل تقارير صحافيّة «للنشر»، صور لـ«ضحايا» صواريخ حركة «حماس» الأخيرة على المستوطنات الإسرائيليّة، ودعوات إلى حضور مؤتمرات صحافية شخصياً، كان آخرها دعوة إلى حضور مؤتمر صحافي للسفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة داني غيلرمان في القدس. يدّعي هذا «المشروع الإسرائيلي» على موقعه أنّه «منظمة دولية غير ربحيّة تهدف إلى (تلقين) الصحافة والرأي العام من خلال الترويج للأمن، الحرية والسلام» وأنّه غير مرتبط بأي حكومة أو وكالة حكوميّة، ويزوّد الصّحافيين وصنّاع الرأي العام «معلومات دقيقة عن إسرائيل» من خلال «خبراء وصحافيين سابقين»، معتمداً كما يبدو على دعم إعلامي غير معلن، ممهوراً بصورة للإعلامي في شبكة CNN وولف بليتزر (الصورة) على الموقع. كذلك يقدّم هذا المشروع فرصة التقدّم إلى «منح إعلاميّة» بل يوفّر الفرصة لمن يريد الـ«تطوّع من أجل المشروع». ويحاول المشروع تبرير كل الجرائم الإسرائيلية عبر تقديم نبذة عن العمليات التي جرت في الأراضي المحتلة عام 1948 بصفتها «عمليات إرهابية» ومستشهداً بعدد من المقالات الصحافية والمواقع التي تدعم رأيه.
أما عن الطريقة التي وصلت بها هذه الرسائل إلى البريد الإلكتروني للصحافيين، فيبدو أنّ المجلاّت والصحف الأردنيّة تُراقَب وتُمسَح بحثاً عن طريقة للتواصل مع الكتّاب والصحافيين، ثم يُغرَق بريدهم الإلكتروني بهذه الرسائل. لكن إلى أي حدٍّ تم التجاوب فعلاً مع هذا المشروع؟ بعدما أشارت صحيفة «القاهرة» إلى هذه الرسائل التي يبدو أنها تنتشر في مصر أيضاً، مثّلت السلسلة التي نشرها موقع «آرام» الإلكترونيّ الأردني في 10 أيّار (مايو) من العام الماضي صدمةً إعلاميةً، إذ تضمّنت مقالات عن الذكرى الستين لـ«قيام إسرائيل» وذُكر موقع المشروع الإسرائيلي مصدراً لها. وستكون إسرائيل التي تجنّد كل طاقاتها الإعلاميّة عبر حلفائها في العالم لتبرير اجتياح غزّة، سعيدة طبعاً بهذا الإنجاز الذي سيُحسب لها، متسلّلة من الباب الخلفي لـ«نبض الشارع العربيّ».
ويُذكَر أن باب التطوّع في هذا المشروع مفتوح أمام كل الصحافيين من مختلف أنحاء العالم، إذ يكفي الدخول إلى موقع المشروع وتسجيل الاسم مع مكان السكن وغيرها من المعلومات الشخصية ليصبح المرء متطوّعاً.