زياد عبد الله تتطلّب مشاهدة «أوستراليا» لباز لوهرمان استعداداً نفسياً خاصّاً. لا بدّ من أن نستعيد فيلماً مثل «ذهب مع الريح»، من دون أن يغيب عنّا أنّ هناك ما سيذهب مع الريح بالتأكيد. وأن نكون على استعداد للمثول أمام ميلودراما رومانسيّة مسكونة تماماً بكليشيهات من هذا النوع، واستقدام موروثٍ ضخم من الإيهام بروح ملحمية مفصّلة وفق مقاسات الألبسة الجاهزة. تجيء سارة أشلي (نيكول كيدمان) من لندن إلى أوستراليا، للحاق بزوجها الذي يملك مزرعة بقر ضخمة. وحين تصل، تفاجأ بأنّ زوجها قُتل وتُوجّه التهمة لأحد سكان أوستراليا الأصليين.
مع اكتشافها للحياة في أوستراليا، تصطدم أشلي براعي الأبقار الأساسي في المزرعة، وتطرده. وبما أنّنا ما زلنا في شقّ «الويسترن» من الفيلم، فضروري أن يظهر الأشرار تباعاً، وإذا بخطر كارني (برايان برون) يظهر، وهو رجلٌ يحتكر أبقار أوستراليا، كما أنّ الراعي المطرود من مزرعة سارة متعاملٌ معه.
وتبدأ المغامرة، إذ يتعيّن على سارة نقل الأبقار مسافات شاسعة وصولاً إلى الميناء. يدخل دروفر (هيو جاكمان) إلى حبكة الفيلم، فيتحول إلى مخلّص البطلة، وتبدأ رحلة المشقات التي ستنتهي بالتأكيد بنجاح سارة ووقوعها في حب دروفر. هذا النجاح ما كان ليتحقّق لولا السحر والخوارق التي يتمتع بها نولا، «الأبوريجين» المتّهم بقتل زوج سارة. إذ ينتصر الأبطال بواسطتها على الشرور والكمائن التي تدبّرها عصابة كارني.
بعد ذلك سنتعقّب حب سارة ودروفر، وتعلّق البطلة بنولا الفتى الأسترالي الأصلي الملاحق من السلطات. وتتوالى الأحداث فيفترق دروفر عن سارة، ويؤخذ نولا بعيداً عنها... لكن، لا تقلقوا! الأمور ستكون على أحسن ما يرام، رغم اندلاع الحرب العالميّة الثانية والقصف الياباني لأوستراليا، سنصل في القسم الثالث إلى لَمّ الشمل وإحقاق الحق والنّهايات السعيدة.
فيلم «أوستراليا» يتنقّل من موضوع إلى آخر، «الويسترن» الحب والحرب، العنصرية ومعاناة سكّان أوستراليا الأصليين. وفي الشريط كليشيهات كثيرة وحلول درامية وثنائيّة الخيّر والشرير... والأوّل لا محالة سينتصر على الثاني.


«سينما سيتي» (01/899993)، “أمبير دون” (01/792123)، “إسباس” (09/212516)، “أمبير غالاكسي” (01/544051)، “أمبير سوديكو” (01/616707)، “أمبير ستارغيت” (08/813901)