زياد عبد اللهموتوا، فموعدكم الجنة. لا تختاروا التوقيت، الرب يسيّر قطارات سريعة دون توقف، وثمة خطة جاهزة لمعالجة الازدحام والتدافع. وإن لزم الأمر، فهناك قطار الجحيم الفارغ إلا من ستة مسافرين إسرائيليّين ربما أقل لا أكثر، سيحوّل مساره ويتوجّه إلى الجنة، إنها حالة طوارئ فردوسيّة. الجحيم لاحقاً، الرحلة ستبدأ متى احترقت الأرض من تحتهم.
العبث متوافر بكثرة، الرعاع في تزايد، واللحى لا وجود لما يشذبها، والطائرات الإسرائيلية تتعقب كل مصاصة أو لعبة أو حركة بريئة لا تفهم على شاشة الرادار. وبكبسة زرّ يمكن الأطفال أن يتحولوا إلى عصافير الجنة، زقزقتهم وهدير الطائرات يا لها من موسيقى!
«سبايدرمان» لن يأتي ليخلصهم، مع أنّه أملي الأخير وأمل أيلول بسنواته الخمس. لن تستطيع خيوطه العنكبوتية الإطباق على الطائرات والمدافع، «باتمان» و«سوبرمان» و«باور رنجرز» وكل أصدقائك لن يجدوا إلا صندوق لعبك الآمن، وإن أرسلته إلى غزة مع هلال أحمر، فلن يصل. جميع الأبواب موصدة، سيحرّمها إمام الجامع. ستتكرّر صورهم في قناة «الجزيرة» إلى درجة لا نعود نميز بينها وبين «سبيس تون» ونسألك أن ترسل المزيد، توم ومعه جيري، نقّار الخشب، أعرف أنّهم مضحكون ولا يليقون بالمأساة، بحجمها، لكن قد تنجح مقالبهم، ما دام كل شيء كرتونياً، والهشاشة على أشدها.
الرعب.. الرعب.. كما يقول كورتز في رواية «قلب الظلام» ونحن في قلب قلبه، في القلب الذي صار دريئة للإسرائيليّين، في القلب الذي يعوي بدل أن ينبض، في القلب المأهول بالفجيعة، في القلب الذي تحوّل قتلُه رياضةً إسرائيليةً لئلا يطاله احتشاء أو تتصلّب شرايينه ويموت مثل أي قلب في هذا العالم.