رنا حايكليلة أول من أمس، استقبلت مذيعة الأخبار على قناة «سي أن أن» الأميركية خبيراً استراتيجياً شرح دقة الآلية العسكرية الإسرائيلية وحرصها على عدم استهداف المدنيين. بعد ذلك، انتقلت المذيعة إلى زميلها الذي شرح على خارطة متاخمةَ غزة لبلدات إسرائيلية، بهدف دعم الحجّة الإسرائيلية بأنّ الهجوم هو للدفاع عن النفس، ليخلص إلى أنّ الجيش الإسرائيلي قد يضطرّ لدخول المناطق السكنية بعدما اكتشف أنّ منصّات الصواريخ تتركّز في الداخل.
أما تظاهرات العالم، فلم يشَر إليها واختُزلت الدول العربيّة بالأردن. هكذا، لم يرد سوى تقرير مراسل المحطة عن التظاهرة التي بلغت البرلمان الأردني، مشدداً على دعواتها لقصف المواطنين الإسرائيليين وعلى أعلام الإخوان المسلمين. بعدها، استبشر المشاهد خيراً حين أعلنت المذيعة استضافة الملكة نور لمناقشة «الوضع الإنساني في غزة». إلا أن الآمال ببعض الموضوعية تلاشت، فالمذيع وجّه سؤالاً واحداً للملكة: «ألم تتعب المجتمعات العربية من هذه الحركات الراديكالية الإسلامية؟»، حاولت الملكة التهرب موجّهةً لوماً «ملطّفاً» لإسرائيل، فأجابت: «العنف والبطالة والفقر تغذي هذه الحركات، ولو كانت إسرائيل أكثر عدلاً، لما شجّعت نموها». هنا، استُفزّ المذيع فذكّر الملكة بأنّ زوجها الملك حسين اجتثّ هذه الحركات بعنف في أيلول الأسود 1971. فإذا بالملكة تتلعثم. ليس تعتيماً ما تمارسه «سي. أن. أن» التي ذكرت عدد الشهداء الفلسطينيين ومنّت عليهم ببعض الصور، لكنّها أحاطتها بمشاهد أكثر لمواطنين إسرائيليين يُنقلون إلى المستشفيات. ليس تعتيماً بل أسوأ. إنّه الجزء الإعلامي من آلة الحرب الإسرائيلية التي تطحن رحاها الأجساد الطرية لأطفال غزة.