انطلقت قبل عقد ونيّف بستّة أشخاص وكاميرا واحدة، لتصبح شركة حقيقية تضم اليوم أكثر من 600 موظف. ومع اندلاع العدوان الدموي على غزّة، كادت تصبح مصدر الصور الأساسي الذي يزوّد الشبكات العربية والعالمية
رام الله ــــ يوسف الشايب
ما إن بدأ العدوان على غزة، حتى برز اسم وكالة الأنباء التلفزيونية الفلسطينية «رامتان» التي كانت كاميراتها وحيدةً في القطاع، فزوّدت الوسائل الإعلامية الأخرى بصور المجازر والجرائم الإسرائيلية، وإذا باسمها يصبح القاسم المشترك بين مختلف الفضائيات.
انطلقت الوكالة التي بدأت قبل 11 عاماً من فكرة لمصوّرين فلسطينيّين كانوا يعملون في محطات عالمية، وشعروا بسيطرة الإعلام الغربي على الصورة الفلسطينية. كما أنّ الحجم الضئيل للأخبار الفلسطينية التي تبثّ عالمياً و«مقصّ الرقيب السياسي» ـــ كما يقول شهدي الكاشف مدير تحرير «رامتان» في غزّة ـــ شجّعا هؤلاء على إطلاق الوكالة التي بدأت بستة أشخاص وكاميرا واحدة، وتضم اليوم أكثر من 600 شخص.
ولعلّ الحدث الأبرز الذي أسهم في انتشار شهرة «رامتان» كان مشاهد الطفلة هدى غالية، وهي تنوح بالقرب من جثامين عائلتها بعد استشهادها على شاطئ غزة في صيف 2006. وقد حاز مصوّرها زكريا أبو هربيد أكثر من جائزة عالمية.
وعلى رغم أنّ «رامتان» تزوّد منذ سنوات أهم شبكات التلفزة الإخبارية العربية والعالمية، كالجزيرة، و«بي.بي.سي»، و«سي.أن.أن»، و»أن.بي.سي»... فإنّ سيرتها باتت على كل لسان مع أحداث غزة، وخصوصاً بعدما وضعت شعارها على ما تقوم بتصويره واستحدثت قناة تبث مجاناً على قمر أوروبي لجميع أنحاء العالم. إذ تقدّر إحصاءات «رامتان» أن أكثر من 170 قناة تلفزيونية عالمية استعانت بما قدّمته طواقمها خلال العدوان بطريقة مباشرة، إضافةً إلى عشرات القنوات التي تعامت معها عبر شبكات كالشبكة الأوروبية الموحدة، والشبكة العربية، والشبكة الآسيوية...
ولا ينفي الكاشف أنّ طواقم «رامتان» تتعرض للكثير من المضايقات السياسية في فلسطين ودول أخرى. مثلاً اعتقلت السلطات السودانية ثمانية عاملين في مكتب الوكالة في الخرطوم بعد تغطيتهم أحداث دارفور. وفي فلسطين لا يختلف الوضع كثيراً. إذ يتعرّض الإعلاميون في الوكالة لاعتقالات من أجهزة الأمن الفلسطينية في رام الله، ومن قوات «حماس» في غزة. وأشار الكاشف إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض منذ أكثر من عامين حصاراً على «رامتان» كجزء من الحصار على القطاع، فلا أشرطة للكاميرات، ولا صيانة...
يُذكر أن كلمة «رامة» تعني في اللغة الكنعانية القديمة الغزال، ويقول الكاشف «استخدمنا مثنى الكلمة لتصبح رامتان، وهي تشير إلى توحيدنا شطري الأراضي المحتلة عام 1967».
www.ramattan.net