في اليوم الـ 18 للعدوان الإسرائيلي على غزة، اجتمع إعلاميون في بيروت تضامناً مع قناة «الأقصى»، لكنّ اللقاء تحوّل إلى احتجاجٍ شبه جماعي على أداء بعض المحطات «العربية»
ليال حداد
كما كان متوقَّعاً، غابت وسائل إعلام «الاعتدال» العربي عن اللقاء التضامني مع قناة «الأقصى» الذي أقيم أمس في بيروت، رداً على قصف المحطة الفلسطينية وقرار المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع في فرنسا بحظرها في أوروبا. إذ إنّ لوناً سياسياً واحداً طغى على الحضور، أقلّه في الموقف من العدوان على غزة. وجاء هذا الغياب ليشجّع المشاركين على انتقاد أداء بعض الوسائل الإعلامية العربية «التي تمثّل جزءاً من الإعلام الحربي الإسرائيلي»، كما وصفها مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» حسين رحّال.
هكذا كانت فضائيات «الحياد الإيجابي» حاضرة ــ غائبة ومثّلت نجمة اللقاء بلا منازع. إذ انهالت عليها الانتقادات من كلّ حدب وصوب، لكن دون تسميتها وفضّل الحاضرون استعمال عبارات «الإسرائيليّون العرب» و«الإعلام العبري» و«الوسائل التي رهنت نفسها للمشروع الأميركي الإسرائيلي». علماً بأنّ أحد المشاركين صرّح لـ«الأخبار» بأنّ المقصود كان فضائية «العربية» على وجه التحديد. وفي الإطار نفسه، استشهد رحّال بما قاله مسؤول في إحدى الفضائيات العربية بأنّ محطّته ترفض بثّ صور جثث الشهداء الفلسطينيين كي لا تسهم في الحرب النفسية الإسرائيلية ــ في إشارة إلى حديث رئيس تحرير الأخبار في قناة «العربية» نبيل الخطيب لبرنامج «أنت والحدث» على فضائية LBC ـــ فيما لا تتوانَى القناة نفسها عن عرض صور الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي!
السخط لم يطل «العربية» وحدها. إذ رأى عضو المجلس الوطني للإعلام غالب قنديل أنّ خطّة حرب الإبادة على الإعلام في غزة بدأت مع وثيقة وزراء الإعلام العرب التي «شهرت سيف الإرهاب ضدّ الإعلام الحرّ». علماً بأنّ الوزراء العرب أكّدوا في وثيقة تنظيم البث الفضائي «الامتناع عن بث أي شكل من أشكال التحريض على العنف والإرهاب مع التفريق بينه وبين الحق في مقاومة الاحتلال»... فهل «حماس» مقاومة أم إرهاب؟
وتفادياً لاقتصار اللقاء على التضامن الشفهي، اقترح المشاركون القيام بخطوات عملية تساعد «الأقصى» وباقي الإعلام الفلسطيني المحاصر. وأبرز هذه الخطوات تأمين حلول بديلة إذا قُصفت المراكز الإعلامية في غزة، وإيجاد مراكز تمكّن هذه الوسائل من إكمال بثّها. كذلك اقترح أحمد رمضان من فضائية «القدس»، دعوة اتحاد الصحافيين العرب إلى تحرّك عاجل لمقاطعة المسؤولين الإسرائيليّين وعدم تغطية مؤتمراتهم الصحافية كما طالب بالضغط لتصنيف إسرائيل كياناً معادياً للحريات الصحافية.
وكان لافتاً غياب وزير الإعلام اللبناني طارق متري عن اللقاء، إذ لم توجّه إليه دعوى من جانب المجلس الوطني للإعلام. ولدى سؤال غالب قنديل عن السبب، أجاب «نحن لا نحبّ أن نحرج أحداً سياسياًَ».