رام الله ــ يوسف الشايببإمكانات محدودة وعلى نفقتهم الخاصّة، سجّل العديد من الفنانين الفلسطينيين الشباب أغنيات تعبِّر عن الأوضاع في غزة، بعضها أخذ طابعاً حزيناً يعكس حجم المأساة وبعضها كان ثورياً غاضباً. وفيما يتسابق النجوم العرب لتقديم أغنيات تندّد بالعدوان، بدأت المحطات الإذاعية المحلّية بثّ أغنية «الظلم ما بيدوم» للفلسطيني فؤاد نمري، من كلمات الشاعر رأفت مصلح. وتقول كلماتها: ومهما ليلنا يطول، شدة ومصيرها تزول، والحق يرجع لينا، من بكرة مش خايفين، عايشين بقالنا سنين، وما ماتش الحلم فينا».
إضافة إلى أغنية نمري، أعدَّ الشاعر رأفت مصلح أغنيةً ستبثّ قريباً على المحطات الإذاعية للفنان عبد الرحمن علقم بعنوان «فلسطيني». كما كتب أغنيتين لمهند خلف (الصورة) الأولى باللهجة المصرية (اصرخ بكل ما فيك) والثانية بالفلسطينية (ما بنركع).
مصلح الذي قدم العديد من الأغنيات لفنانين فلسطينيين وعرب، يؤكد أنّ ما يحدث في غزة فاجعة «يصعب التعبير عنها بالكلام»، مضيفاً «الرسالة من وراء كل أغنية تختلف عن الأخرى، لكنّها تنتصر في مجملها لعدالة القضية الفلسطينية، وترفض الاحتلال والعدوان على القطاع، وتعبر بتفاؤل عن ثقتنا بالنصر».
أما عبد الرحمن علقم الذي أصدر العديد من الأغنيات الخاصة، وأسّس فرقة خاصة به في رام الله تحمل اسم «فرقة الشام الموسيقية»، فقال عن أغنيته «فلسطيني»: «فلسطين للجميع. وأردت من هذه الأغنية أن أؤكد اعتزازي بهويتي. الأغنية تتغنّى بالفلسطيني في كل مكان، لا بهذا الفصيل أو ذاك». ويُعدّ علقم أغنية أخرى تبث خلال أيام أيضاً، بعنوان «إحنا رجالك يا فلسطين». أما مهند خلف الذي حقق شهرة عربية بعد كليب «مستنيني على غلطة»، فيؤكد أن الغناء هو الوسيلة الوحيدة التي يعبّر بها للفنان عما يجول داخله إزاء ما يحصل من مجازر في غزة. الأغنية الأولى كانت بالمصرية، وهي رسالة إلى العالم العربي، والثانية بالفلسطينية، وتعبّر عما أردت قوله فعلاً «ما بنركع»». وفيما تم مونتاج أغنية خلف على مشاهد من العدوان في تلفزيون «فلسطين»، تعذّر تصوير أغنيتي نمري وعلقم بطريقة الفيديو كليب، بسبب عدم توافر شركات إنتاج فلسطينية تقف وراء الفنان الفلسطيني. وهو ما يعتبره الفنانون عائقاً أمام انتشار الأغنية الفلسطينية، رغم وجود مواهب حقيقية في الضفة والقطاع.

كشفت وزيرة الثقافة الفلسطينية تهاني أبو دقة لـ«الأخبار» أنّ إطلاق احتفالية «القدس عاصمة الثقافة العربية 2009» الذي كان مقرراً في مدينة بيت لحم في 22 الحالي قد تأجّل حتى 21 آذار (مارس) المقبل، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.
من جهتها، أعلنت اللجنة الوطنية العليا للاحتفالية تأجيل انطلاقة احتفالها، وكذلك تأجيل تنفيذ الفعاليات والنشاطات الثقافية الخاصة بالمناسبة على المستوى الفلسطيني والعربي إلى ما بعد تاريخ 21 آذار، وذلك بسبب المجازر والعدوان الإسرائيلي على القطاع.