فاطمة داوود، باسم الحكيمخبر رحيل منصور الرحباني وقع كالصاعقة على محبّيه وجمهوره الواسع... ويصعب وصف الألم الذي انتاب أهله وزملاءه وأصدقاءه المقرّبين وشركاء التجربة الفنيّة. الفنّان إلياس الرحباني، لم تكن إجابته على اتصال «الأخبار» سوى حشرجة صوت عكست مدى الأسى الذي يشعر به: «أنا متأثّر جداً، ولا شيء يمكنه وصف مشاعري الآن». ومن المعلوم بأنّ الأخ الأصغر فقد والديه منذ الطفولة وكان يردّد دائماً بأنّ لديه أبوين هما عاصي ومنصور.
الفنان غسّان صليبا الذي رُسِّخ اسمه بطلاً مطلقاً لأعمال منصور الرحباني بدءاً من مسرحية «صيف 840» وحتى «عودة الفينيق»، وصف في حديث إلى «الأخبار» مشاعره قائلاً: «أنا حزين جداً، ولا شيء يعبّر عن مكانة هذا الإنسان العظيم. مهما تكلّمت عنه، فلن أفيَه حقّه. أعتقد بأنّ رحيله لم يؤثّر بي فقط بل بكل لبنان والوطن العربي، لأن الفن سيفتقد إلى إنسان حلم بوطن مثالي، وصحّح الأمور نحو مسارات مستقيمة. لقد أعطانا الأمل بالعيش في وطن يسوده الحبّ والجمال والحريّة. وعلى الصعيد الشخصي كنتُ محظوظاً بمشاركته في أضخم المسرحيات. لا شك في أنّه سيترك فراغاً كبيراً في حياتي الفنية، وليس لديّ أدنى فكرة عمّا ستؤول إليه الأمور. التقيته آخر مرة منذ يومين خلال التمرينات على «عودة الفينيق»، وأؤكّد لك بأنّ هناك تحوّلاً سيطرأ على حياتي... لكنني لا أعرف ما هو شكل المرحلة المقبلة. في هذه اللحظات، لا أفكر سوى بألم فقدانه وصعوبة الفراق».
كارول سماحة كانت تحت تأثير الصدمة حين اتصلنا بها، فاعتذرت عن عدم الكلام. كارول التي انطلقت على المسرح الرحباني وقدّمت أقوى أدوارها في مسرحية «زنوبيا»، كانت تعتبر منصور الرحباني والدها الروحي، وفاخرت برأيه بها وخصوصاً حين قال إنّها «وحشة على المسرح».
الفنان إحسان صادق تحدّث بأسىً عن رحيل الرحباني قائلاً: «أرفض الاعتراف بأنّه «مات». لنقل إنه «سافر»، لأنّه رحل جسدياً عنا، لكنّ إرثه الفني والمخزون الفكري والإبداعي باقٍ للأجيال المقبلة. كوّن الأخوان عاصي ومنصور وطناً مستقلاً لا يصلح سوى للحبّ والجمال والحريّة إلى درجة أننا كدنا ننسى وطننا الأصلي». وأضاف «سنعمل كـ«نقابة الفنانين المحترفين» على التنسيق مع عائلة الرحباني كي نقوم بالواجب حياله، وخصوصاً أنّه أحد المؤسّسين المهمّين للنقابة».
المسرحي ريمون جبارة بدا متأثراً جدّاً لهذا الرحيل. يقول: «رافقتُ الأخوان رحباني في عملين: «المؤامرة مستمرة» عام 1980. وبعد رحيل عاصي، شاركت منصور في «صيف 840» عام 1988». يعتزّ جبارة بعلاقته الشخصيّة بالأخوين رحباني وبأعمالهما، معتبراً بأنّ عاصي ومنصور وفيروز خلقوا حالةً فنيّةً لم تكن موجودة قبلهم.
أما رونزا فتصف رحيل منصور الرحباني بالخسارة الوطنيّة الكبرى، موضحةً: «بدأت مع عاصي ومنصور في نهاية السبعينيات. هما اللذان اكتشفاني وأطلقاني مع شقيقتي فاديا طنب وعايدة شلهوب في برنامج المنوّعات الشهير «ساعة وغنّيّة»، كما أسندا إليّ بطولة مسرحيّة «الشخص»».