لن يؤدي دور الشيخ ياسين بعدما صُنِّفَ «إرهابياً»!محمد عبد الرحمن
خرج نور الشريف على الصحافيين، أوّل من أمس، في «استديو الجابري» وهو يرتدي ملابس محمد أبو دياب، الشخصية التي يعود بها بعد سنوات طويلة إلى الدراما الصعيديّة. وجاء ارتداء الشريف لهذا الملابس ـــــ رغم أنّه لم يصوّر أي مشهد في ذاك اليوم ـــــ للتأكيد أنّه سيصوّر بالفعل مسلسلين لرمضان المقبل، أوّلهما «الرحايا» والثاني «متخافوش». وفي هذا الأخير الذي يحمل توقيع المخرج يوسف شرف الدين، يجسّد نور شخصية رئيس قناة فضائية يقدّم برنامجاً سياسياً اسمه «متخافوش»، يحاول فيه بشكل غير مباشر تأكيد الفرق بين الديانة اليهودية والسياسة الصهيونية. وهنا تعالت الأسئلة عن ارتباط المسلسل بما يجري في غزة حالياً وإنتاجه، في بادرة تضامن مع أهل القطاع، كما يحدث مع عدد كبير من الكليبات والأعمال الفنية التي تطالعنا أخبارها كلّ يوم. إلا أنّ الشريف رفض ركوب الموجة على مستويين: أوّلهما عندما أكد أنّ الإعداد لـ«متخافوش» بدأ منذ عامين ونصف، أي إنّه ليس ردّ فعل على ما يجري الآن. أمّا المستوى الثاني، فكان عندما رفض الإدلاء بأيّ تصريح عمّا يجري في القطاع، وتفادى تحديداً التعليق على الموقف المصري الرسمي من العدوان. حتى إنّه أوقف التسجيل مع إحدى القنوات الفضائية عندما أصرّ مراسلها على تكرار السؤال. الشريف فسّر موقفه بأنّه يريد اتباع قاعدة «قل خيراً وإلا فاصمت »، مؤكّداً أنّه في حيرة مما يجري. وقد أصبح ـــــ رغم وعيه السياسي الحاد ـــــ لا يعرف كيف يبرّر ما يحدث. فإذا تكلّم لمصلحة الفلسطينيين و«حماس»، هل يصبح ضدّ مصر؟ كلام نور ربما يعكس صمت معظم الفنانين الكبار... وهو صمت اعتبره كثيرون أفضل من كلام عادل إمام الذي لا تزال بعض الصحف المصرية والعربية تنتقد بعنف ترديده الخطاب الرسمي المصري في تصريحاته عن عدوان غزة.
لكنّ نور لم يفلح في التمسّك بموقفه حتى النهاية. عندما سألته «الأخبار» عن فيلم يروي قصة الشيخ أحمد ياسين، مؤسّس حركة «حماس»، وهو مشروع يحلم به منذ فترة، أجاب بأنّه لا يعتقد أنّ المشروع لا يزال قائماً، «فمَن هي القناة التي ستعرض الآن عملاً عن شيخ وقائد تصنّف الحركة التي أسسها بـ«المنظمة الإرهابية» في الخطاب الرسمي الغربي وغالباً العربي؟».
وانتهى الكلام في السياسة ليبدأ في السينما التي لا تزال غائبة عن خطة الشريف هذا العام، بسبب ارتباطه بتقديم مسلسلين دفعةً واحدةً، وهي خطوة أثارت جدلاً كبيراً في الوسط الصحافي والفني... إلى درجة أنّ هناك مَن لا يزال يعتقد أنّ الشريف سيصوّر عملاً واحداً في النهاية، وخصوصاًَ أنّ مسلسل «أبو الحسن الشاذلي» الذي أُعلن عنه بعد رمضان مباشرةً، جُمّد هو الآخر. إلا أنّ الممثل المخضرم يؤكد أنّه من جيل لا يعترف بالمواسم، فقد كان يقدّم أربعة أفلام في عام واحد، ومحمود ياسين يقدّم ستة، ولم يعترض أحد يومذاك. وبالتالي، عندما جاءته الفرصة لتقديم مسلسلين جاهزين من دون حدوث أي تضارب في مواعيد التصوير، مع اختلاف كامل في الشخصيتين، لم يجد أي مانع من ذلك، وخصوصاً مع تأجيل تصوير الجزء الثالث من «الدالي». أما موعد العرض، فهو أمر لا يهتم به كثيراً، على حد قوله، لكنّه طالب القنوات الفضائية بمحاولة صناعة موسم موازٍ لموسم رمضان، وعدم إجبار المنتجين على صناعة مسلسلات للعرض في الشهر الكريم فقط، مؤكداً أنّه لا يمانع عرض أيّ من المسلسلين قبل رمضان، رافضاً في الوقت نفسه الفرضية التي انتشرت أخيراً بشأن تقديمه مسلسلين استغلالاً لغياب يحيى الفخراني في رمضان المقبل.
أما شخصيّة محمد أبو دياب في «الرحايا»، فهي بعيدة تماماً عن حكايات الثأر والمخدّرات التي سيطرت على الدراما الصعيدية في السنوات الأخيرة. هنا، يجسّد نور دورَ رجل ثري تزوّج وطلّق أربع مرات ويصرّ على العدل بين أبنائه، لكنّ مصرع أحدهم بطريقة غامضة يجعله يتفرغ لمعرفة هويّة القاتل الذي يهدّد استقرار أسرته، بينما يكشف العمل في خطوط متوازية الكثير من عادات المجتمع الصعيدي، وخصوصاً في محافظة سوهاج. وأكّد الشريف ثقته بقدرات المخرج حسني صالح الذي يقدّم أول أعماله الدرامية بعد تجربة طويلة في العمل كمنتج فنّي ومدير تصوير، وهو ما ينسحب على السيناريست الشاب عبد الرحيم كمال. فيما تشارك في المسلسل سوسن بدر وريم البارودي وخليل مرسي، وقد أعلنت الشركة المنتجة رصد 35 مليون جنيه (حوالى 7 ملايين دولار) ميزانيّةً للعمل.


نقطة النور

كانت عودة نور الشريف القوية إلى السينما في 2008 إشارة قوية إلى استمراره على الشاشة الفضّية في العام الحالي. وبالفعل أُعلنت موافقته على بطولة فيلم «نقطة النور» عن رواية لبهاء طاهر تحمل الاسم نفسه. وقد كتب السيناريو والحوار بلال فضل وأخرج العمل هالة جلال. لكنّ عقبات إنتاجية وفنية أدت إلى تعطيل التصوير أكثر من مرة، حتى إنّه لم يُختر الأبطال حتى الآن، لأنّ البحث ما زال جارياً عن شخص يجسّد الدور الرئيسي لفتى يبلغ 15 عاماً. وبالتالي، قرّر الشريف تأجيل المشروع وكل خططه السينمائية الأخرى حتى الانتهاء من تصوير «متخافوش» ثم «الرحايا»، أي حتى نهاية شهر أيار (مايو) المقبل على أقل تقدير. وكان الشريف قد شارك في بطولة فيلمي «ليلة البيبي دول» مع محمود عبد العزيز وجمال سليمان، وفي «مسجون ترانزيت» مع أحمد عز.


حقيقة «الدالي»