لندن ــــ سونيا زينبعد شهور من التدريب بين مبنى «بوش هاوس» حيث «بي بي سي» الأمّ، و«إغتون وينغ» مقر القناتين العربية والفارسية، أبصرت القناة الفارسية النور أوّل من أمس. بعدما رحّبت سيما علي نجاد بالمشاهدين مقدمةً النشرة الإخبارية الأولى، خرجت من الاستوديو بعد نصف ساعة لتُستقبَل بالتصفيق الحار. في غرفة الأخبار المزدحمة، جلس مدير «بي بي سي غلوبال» ريتشارد سامبروك لمشاهدة النشرة الأولى التي تصدّرها تقرير لمراسل «بي بي سي» الفارسية في غزة محمد منظربور. أعقبه تقرير عن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان على شمال الأراضي المحتلة، ثم نتائج استطلاع عن إيران وتقرير عن المعوقين هناك. صحافيون وناشطون إيرانيون وأفغان جمعتهم الشبكة في خطوة تأتي في ظلّ توتر العلاقات الإيرانية ــــ البريطانية واتّهام لندن بالتحريض لقلب النظام الإسلامي. إعلاميّو القناة استُقدموا خصوصاً من الولايات المتحدة وكندا، فيما غالبية التقنيين هم بريطانيون. ويُقدَّر عدد الناطقين بالفارسية في العالم بمئة مليون في إيران وأفغانستان ودول الشتات، حيث ينتشر الهاربون من النظام الإسلامي منذ الانقلاب على نظام الشاه.
يبلغ جمهور «بي بي سي» الفارسيّة عبر خدمتي الراديو (يبث منذ 1941) والإنترنت ـــ وفقاً للشبكة ـــ عشرة ملايين: مليونان داخل إيران و8 ملايين خارجها. وتهدف المحطة إلى استقطاب 3 ملايين آخرين نصفهم من داخل إيران. المدير العام لـ «بي بي سي» مارك تومبسون، رأى أنّ الخدمة الفارسية هي «ثاني محطّة عالمية لدى «بي بي سي» بعد تلك الناطقة بالعربية وهي مموّلة، كباقي خدمات BBC World من ميزانيّة وزارة الخارجية البريطانية». لكن ما الذي يمكن أن تضيفه المحطّة وسط توافر سبع قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران؟ يرى القيّمون أنّ القناة ستملأ الفراغ بين الإعلام «المقيّد في إيران» وقنوات «صوت أميركا» المموّلة من الولايات المتحدة والتي تبث دعايات معادية للنظام الإيراني.
يُذكر أنّ موقع «بي بي سي» الفارسي الذي ينقل أيضاً البثين التلفزيوني والإذاعي محظور في إيران منذ ثلاث سنوات، وقد جرى تجديده مع التركيز على ما يهمّ الإيرانيين. وبما أنّ للقناة مراسلين في العالم، وخصوصاً كابول وواشنطن وبيروت والقدس، باستثناء إيران، سيتم التعويل على تفاعلات الجمهور الإيراني عبر الموقع الإلكتروني وما يُرسله من تقارير مصوّرة.
حُدِّدت ساعات بث القناة ـــ التي قُدرت موازنتها السنوية بـ 22.8 مليون دولار ــــ بـ 8 ساعات يومياً، تعرض خلالها نشرات إخبارية وبرامج ووثائقيات تندرج ضمن شعار هيئة الإذاعة البريطانية «تقديم المعلومة، تعليم، وترفيه». وبينما يلقى شعار المحطة انتقادات في الداخل على كلمة «تعليم»، يتساءل المرء عما ترغب بريطانيا بتعليمه للخارج، وتحديداً للشباب الإيراني الذي تستهدفه عبر قناتها الفتيّة التي سيُنظر إليها على أنّها عدو محتمل آخر للنظام الإيراني.
www.bbc.co.uk/persian