للمرّة الثانية، تأجّلت الحفلة التضامنية التي كان مقرّراً إقامتها في دار الأوبرا المصريّة وقد تردّد وجود أسباب سياسيّة وأمنيّة تقف وراء هذا التأجيل
محمد عبد الرحمن
للمرة الثانية وفي أقلّ من أسبوع، اضطر الموسيقي العراقي نصير شمة إلى تأجيل الحفلة التضامنية مع غزة التي كان مقرراً إقامتها في دار الأوبرا المصرية بمشاركة فنانين عرب. وبعدما كان يُفترض أن تقام الحفلة الأربعاء الماضي، تقرّر تأجيلها حتى الاثنين المقبل وأُعلنت إقامة مؤتمر صحافي لكشف الأسباب. إلّا أنّ الصحافيين سرعان ما تبلّغوا أنّ المؤتمر ـــ وكان موعده أمس ـــ أُلغي وأنّ الحفلة تأجّلت مجدداً. وقد دفعت هذه التأجيلات والمتتالية بعض الصحافيين إلى طرح علامات استفهام عن إمكان وجود تدخّلات سياسية وأمنية تمنع إقامة الحفلة. لكنّ شمة نفى تلك الشائعات في اتصال مع «الأخبار» مؤكّداً أنّ التعقيدات الإدارية هي السبب الوحيد وراء التأجيل، وأنّ وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا «تقدّمان كل العون إلى الحفلة التي ستقام بشكل نهائي في الأول من شباط (فبراير) المقبل»،
وعن تلك التعقيدات، يشرح شمّة أنّ مسارح الأوبرا محجوزة لأشهر عدّة، وبالتالي لم تستطع إدارة المسرح تأمين مكان لائق للحفلة باستثناء المسرح المكشوف الذي لا يتّسع لجمهور كبير «بالتالي لن يكون دخله الذي سيعود إلى أهل غزة كبيراً». كذلك تحفظ بعض الفنانين على الغناء في المسرح المكشوف لأنّه صالح للفرق الغنائية الصغيرة فقط «جرى التفكير في بناء مسرح كبير في ساحة الأوبرا على غرار ذاك الذي يقدم عليه محمد منير حفلاته الشهيرة، وبسبب برودة الجو اقترحنا تأمين سقف له، لكنّ الكلفة تتجاوز ثلاثين ألف دولار وأهل غزة أَولى بهذا المبلغ».
ورفض شمة وصف الاحتفالية بأنّها «أوبريت» على غرار «الحلم العربي» بل هي «عبارة عن قصائد شعرية مستقلة يغنيها الفنانون العرب وتجمع بينها وحدة موسيقية تعكس الواقع الأليم». ومن الشعراء المشاركين لينا الطيبي وأحمد سويلم وجمال بخيت وبهاء الدين محمد ومصطفى الجارحي. ومن المطربين هاني شاكر وعلي الحجار ولطيفة وخالد سليم وخلود. وشارك في وضع الألحان صلاح الشرنوبي.
ويتوقع شمة أن يسمح هذا التأجيل بمشاركة عدد أكبر من المطربين بعد توافر الوقت الكافي لدعوتهم والاتفاق معهم على كل التفاصيل. أما فيديو كليب «من أجل غزة»، فيغنّي فيه شمة للمرة الأولى ويخرجه حسين كمال وقد بدأ عرضه على فضائيات قنوات عربية منها «الجزيرة» و«المحور» و«دريم» و«الساعة».
من جهة أخرى، أعلن الفنّان محمد منير أنّه اتفق مع دار الأوبرا على إقامة حفلة غنائية في الخامس من شباط (فبراير) المقبل في المسرح المكشوف، على أن يخصّص ريعها لدعم ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكدّ منير أنّه يرفض فكرة «ركوب الموجة» وإقامة المهرجانات المدعومة وأغاني فيديو الكليب المكلّفة التي تتناول مأساة غزة.