ليلى و«سي السيّد» والدراما ثالثهماباسم الحكيم
قبل ربع قرن، أرادت منى طايع أن تختبر موهبتها في كتابة الدراما، فرصدت مجموعةً من النماذج النسائيّة المختلفة في سيناريو «عصر الحريم» (إنتاج رؤى للإنتاج). خمسة وعشرون عاماً مرت على نص كتبته طايع، يوم كانت لا تزال على مقاعد الجامعة، حمّلته رؤيتها للمرأة في الشرق، وسلّطت فيه الضوء على رحلة «الحريم» مع «سي السيّد» الذي لا تراه في الأب والزوج والأخ فقط، بل في الابن الذي يصبح «الأمر له» في كثير من الأحيان.
تكشف طايع أنّها تضع في «عصر الحريم» ـــــ الذي بدأ عرضه أخيراً ـــــ خلاصة أفكارها منذ مراهقتها حتى اليوم، مشيرة إلى أنّه «لا يكفي المرأة في مجتمعنا، أن تثبت تفوّقها في مجال عملها، كي تصل إلى المراكز القياديّة». وهنا، تتوجّه إلى LBC بالنقد على الأسلوب الذي اتبعته في الترويج للعمل الذي أخرجه إيلي ف. حبيب بعد انسحاب كارولين ميلان، إذ قدّمت له المحطّة اللبنانية كالآتي: «في «عصر الحريم» من هو الأقوى؟». وهنا تشدّد طايع على أنّها تقصد من وراء العمل أن المجتمع الذكوري لا يزال في القرن الحادي والعشرين، ينظر إلى النساء نظرته إلى «حريم السلطان» اللواتي يقتصر دورهن على إسعاد صاحب الجلالة وإمتاعه بواسطة أجسادهن، لا كما أوحت LBC بأنّه في عصرنا الحالي، صارت المرأة أقوى من الرجل. وتتوقف صاحبة «ابنة المعلم» عند شخصيّة ليلى حداد التي كانت تنوي تجسيدها بنفسها، قبل أن تعتكف التمثيل وتكتفي بدور الكاتبة في الدراما، ليستقر الدور أخيراً على نادين الراسي. حرصت طايع على أن تحمّل ليلى تمرّدها على المجتمع وتجعلها الناطقة الرسميّة باسمها، فتعيش طموحاتها وانكساراتها، أحلامها وخياباتها. حتى قصص الحب التي عاشتها طايع في حياتها، وانتهت بالفشل «لأنّني لا أفهم بسهولة». هكذا، ستمرّ ليلى بأكثر من قصّة حب، وستحصد خيبات الأمل دوماً. في البداية، أنهت علاقتها بكمال (يوسف حداد) الذي سيتزوج شقيقتها عايدة (رانيا عيسى)، بهدف الانتقام منها. وسترتبط بعد ذلك، بأستاذها في الجامعة (وجيه صقر)، وهنا أيضاً ستحصد الفشل، «بعدما تدرك أنّ ثقافته وعلمه، لم يجعلاه يتخلى عن أنانيّة الرجل الشرقي وإصراره على التحكّم بامرأته». ثم تنشأ قصّة حب بينها وبين جواد الأسمر (بيتر سمعان) الملقب بـ«ابن العبدة»، لكنّ الحب سيمرّ بانتكاسات كثيرة، بسبب حكاية ثأر قديم. كل هذه العلاقات والخيبات، ستخلق لديها عقدة من الرجال، إضافة إلى مشاكلها في المنزل مع والدها فؤاد حداد (أنطوان كرباج)، ووالدتها أسمى (إلسي فرنيني). في المقابل، ستظهر شخصيّة وداد (وداد جبّور)، عمّة ليلى، المرأة التي منعها شقيقها في الماضي من الارتباط بمن تحب، ما ولّد خلافاً مزمناً وقطيعة بينها وبين شقيقها.
ترى طايع أن العمل، «يمثّل اعتراضاً على التمييز بين الرجل والمرأة، في مجتمع لا يعترف بحقوق المرأة. يُسمح للرجل بأن يخون زوجته المظلومة، ولا يحق لها الاعتراض، بل الرضوخ للأمر الواقع من أجل السترة». وفيما ترى الكاتبة في ليلى «لسان حال النساء»، تبدو الشخصيّة قريبة بشكل أو بآخر من شخصيّة ليلى في «بنات عماتي وبنتي وأنا»، وهي المرأة المؤمنة بالاستقلاليّة والتحرر.
توافق طايع على التشبيه، «وإن كنا هنا في صدد عمل درامي وليس كوميديّاً... بينما كانت صورة المرأة المدافعة عن حقوقها في «فاميليا» و«ابنة المعلم» أكثر وضوحاً، من خلال شخصيتي نبيلة شقير (رولا حمادة) ومي سلامة (كارمن لبّس)». ولدى سؤالها عن سبب وضعها الرجل في صورة سلبية تتمثّل في كمال (الحبيب السابق) وفؤاد (الأب) وجهاد (الشقيق) ويؤدي دوره كارلوس عازار، تصرّ طايع على أنّها تحاول تصوير نموذج إيجابي يمثله صافي الذي يؤدي دوره شوقي متى (العائد إلى التمثيل أخيراً بعد سنوات من الغياب) الذي تجمعه قصة حب بسلام (هيام أبو شديد) والدة كمال. قبل اكتمال تنفيذ الحلقات، امتنعت الكاتبة عن التحدّث عن عملها لأن الجهة المنفّذة للإنتاج لم تسمع صوتها، ورشّحت أسماءً لأدوار رئيسيّة تتخوف الكاتبة ألاّ يتقبلها المشاهد. تمتنع عن التسميّة «لأنني لا أريد أن أجرح أحداً، لكنني لست راضية عن الكاست (بعض الممثلين)، علماً بأن الكاتب يمكنه أن يعرف من هم الممثلون الأنسب للأدوار التمثيليّة». وهنا، تنتقد اختيار بيتر سمعان لشخصيّة جواد الأسمر، «يُفترض أنّ بشرته سمراء، لأنه ابن امرأة أفريقيّة سوداء وأب لبناني (يؤدي دوره نعمة بدوي)، وإذا بنا نراه أشقرَ. وكان سمعان قد قام بتغميق لون بشرته عندما حدد موعد التصوير، لكن بعدما تأجل التنفيذ، عاد لون بشرته إلى طبيعتها». أكثر ما يزعج طايع هو عدم إبلاغها أن بيتر يظهر بلونه الطبيعي، وهي ترى أن هذه المسألة تقلّل من صدقيّة الشخصيّة، وكان يجب ترشيح ممثل آخر أكثر مناسبةً للدور.

كل أحد واثنين 20:45 ــ LBC


ZOOM

دفاتر الأيام