محمد عبد الرحمن
عادل إمام إلى الواجهة من جديد! بعد صمت دام ثلاثة أسابيع، اضطرّ «الزعيم» للردّ على فتوى بهدر دمه صدرت عن أبو مصعب عبد الودود زعيم تنظيم «القاعدة» في المغرب العربي. هكذا، ردّ إمام بأنّه لم يهاجم «حماس» في تصريحاته التي نشرتها جريدة «المصري اليوم» الشهر الماضي. وجاءت الفتوى لتعطي الممثّل المصري الشهير فرصةً لكسب بعض التعاطف، إذ إنّ أشدّ المعارضين له لا يرضون طبعاً بهدر دمه.
وفي تصريحاته الجديدة، حاول إمام التخفيف من لهجته القاسية بحقّ المقاومة حين كان العدوان في بداياته. لكنّ «الزعيم» لم ينتبه للتناقض الكبير بين التصريحين. إذ قال أول من أمس في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إنّه لم يقصد الهجوم على «حماس»، لأنّه يعتبرها «حركة مقاومة مشروعة» رغم تحفّظه على دورها في تهديد وحدة الصفّ الفلسطيني. وأضاف إنّ ما نُشر على لسانه بهذا الخصوص افتراء لأنّه طالب في تصريحاته الأولى «حماس» بالتوقّف عن إطلاق الصواريخ، لأنّها لا تُجدي مع إسرائيل، أي إنّه يحترمها كحركة مقاومة شرعيّة لكنّه يطالبها بعدم المقاومة! وقد استمرّت هذه التناقضات حين أكّد أنّه هاجم جماعة «الإخوان المسلمين» لأنّها تحاول استغلال الحدث بهدف تسيير التظاهرات وتعطيل الاقتصاد المصري، ولم ينتبه مرةً أخرى إلى أنّ القاعدة الفكرية لـ «حماس» و«الإخوان» هي واحدة. وبالتالي، فهو بذلك يعارض أي شكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين. حتى إنّه رفض في تصريحاته الأولى عقد أي قمة لبحث العدوان على غزة، ما دفع صحفاً عربية إلى اتّهامه بأنّه ناطق باسم الرئيس حسني مبارك لكون، كل تصريحاته تقريباً جاءت متطابقة مع وجهة النظر الرسمية للنظام المصري. ويبدو أنّ الممثل الذي تجاوز السبعين أصبح في حاجة إلى الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه قبل سنوات عندما قرّر عدم الاكتفاء بالزعامة الفنيّة وأداء دور سياسي تزامناً مع اختياره سفيراً للأمم المتحدة. ليست المقاومة الفلسطينية الضحية الأولى للزعيم الكوميدي، الذي فاجأ كثيرين عام 2005 بالهجوم على التظاهرات المندِّدة بإعادة انتخاب الرئيس مبارك. كذلك كان الفنّان الوحيد الذي تصدّر تظاهرة الحزب الوطني المناهضة للحرب في العراق رغم تأكيده المستمر عدم انتمائه لأي حزب سياسي... ثم أعلنَ مراراً تأييده لجمال مبارك في أي نشاط سياسي يقوم به، ليكون أوّل فنان مصري يؤيّد التوريث علانيةً... فاذا به يؤكّد كل الاتهامات التي طاولته في السنوات الأخيرة بأنّه ترك الشعب الذي صنع نجوميّته وانضمّ إلى السلطة التي حمت تلك النجومية.


الفلوس

خضوع عادل إمام لفحوص طبية في باريس، أدى إلى تأجيل إعلان مشروعه السينمائي الجديد لعام 2009 الذي سيقدّمه مع شركة «غود نيوز غروب» التي تعاون معها في آخر ثلاثة أفلام. ورغم تردّد أخبار عن مشروعين متوازيين هما «الفلوس» و«فرقة ناجي عطا الله»، فإن الأول هو الأكثر احتمالاً للتنفيذ، وسيُعلن بدء تصويره فور استعداد إمام للمؤتمر الصحافي الذي يقيمه في شباط (فبراير) من كل عام، إذ اعتاد إمام عدم التصريح بتفاصيل العمل الجديد إلا بعد اكتماله نهائياً. الفيلم الجديد من تأليف يوسف معاطي رُشحت لبطولته يسرا (الصورة) ورجاء الجداوي ولطفي لبيب وإخراج وائل إحسان.