رام الله ــ يوسف الشايبأعاد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الاعتبار إلى الكوفية الفلسطينية المرقّطة، ولأغاني الثورة التي راجت في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، وبعضها انتشر خلال الانتفاضة الشعبية الأولى وفي الأيام الأخيرة من عام 1987. هكذا باتت الكوفيّة في كل مكان: في مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها، وفي جميع مدن العالم، تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل العدوان. أما الأغاني الوطنية الفلسطينية فقد عادت لتحتلّ أثير الإذاعات الفلسطينية عبر بثّها بصورة شبه متواصلة واعتمادها كرنّات على الهواتف الخلوية للفلسطينيين.
ومن بين الأغنيات التي دبّت الحياة فيها من جديد، أغنية «أناديكم» للفنّان أحمد قعبور، وأغنيات «طالعلك يا عدوي طالع»، و«ثوري يا جماهير»، و«ثورة ع الصهيونية»، و«اغمد شراعك في دمي»، وأغنيات عدة للفنان سميح شقير وغيره من الفنانين الملتزمين.
ولعلّ أكثر الأغاني انتشاراً على أثير الإذاعات الفلسطينية وحتى العربية هي أغنية «نزلنا ع الشوارع» للفنان وليد عبد السلام (الصورة) التي تجاوز عمرها ربع قرن تقريباً.
عبد السلام، في حديث لـ«الأخبار»، أكّد أنّ أغنيات الثورة لا تموت، ليس فقط لكلماتها ولحنها الغاضب، بل لأنّها تعبّر عن مطالب لا يزال الفلسطينيون متمسكّين بها منذ عقود، ولم تتحقّق، أوّلها الاحتلال الذي لم يزل، بل يزداد شراسة وإرهاباً. وما عدوان غزة إلا دليل على ذلك.
ويتحدث عبد السلام عن حكاية الأغنية التي كتبها في بروكسل هو وأسعد الأسعد، ولحّنها في عام 1981، وغنّاها للمرة الأولى في رام الله أيضاً عام 1983 ثم سجلت في فلسطين في عام 1984، ووزّعت مع أغنيات وطنية أخرى في ألبوم حمل اسم «من دار لدار».
ويقول الفنان الفلسطيني عن أغنيته: «مع السنوات الأولى لقيام السلطة الفلسطينية، إثر اتفاقيات أوسلو، شعرت بأنّ أغنيات كـ«نزلنا ع الشوارع» لم يعد لها وجود، فهي أغنيات حرب لا مكان لها في زمن السلام، لكنّي أدركت لاحقاً أنها ليست أغنية حرب، بل أغنية إنسانية، كغيرها من الأغنيات التي لا تزال تعيش حتى اليوم، وتُرفَع كشعارات في المسيرات والتظاهرات، وتغنّى كنوع من التضامن مع المقهورين، والمظلومين، وآخرهم أهلنا في القطاع». ويشير إلى أنّه في الأشهر الأخيرة، قدم الأغنية وأعمالاً أخرى تتحدث عن الوضع الفلسطيني الحالي في جولة عروض لفرقته «مسار» التي أعاد إحياءها وحققت الجولة نجاحاً كبيراً.
ويقول مطلع أغنية «نزلنا ع الشوارع»: نزلنا ع الشوارع رفعنا الرايات، غنينا لبلادي أحلى الأغنيات، أغاني للحرية، للوحدة الوطنية وللحرب الشعبية طريق الانتصارات».