لندن ـــ سونيا زينفن الخط العربي من مجالات التعبير التي تحتل في الغرب مكانة مرموقة، وتحديداً في لندن وفيينا اللتين احتضنتا أخيراً أعمال الخطّاط العراقي طه الهيتي. العولمة كانت محور معرض لندن الذي أقيم في «آرت بار»، بينما احتلّت الأديان السماوية محور معرض فيينا، حيث خطَّ الهيتي لوحاتٍ من كلمات الكتب السماويّة. احتل هذا المهندس المعماري مكانته منذ التسعينيات بين بغداد وعمان ولندن وفيينا والإمارات العربية، وعُرف خطاطاً منذ عام 1980. وقد حاز عام 2004 إجازة من عباس البغدادي الرئيس السابق لجمعية الخطّاطين العراقيين، ليكون خلفه في هذا الفن الذي يتبع مدرسة الخط العربي البغدادية.
يستجيب كلّ معرض من معارض الهيتي للبيئة المراد التعبير عنها. فموضوع معرضه في لندن «غير ديني» على حدّ تعبيره، «وإن كان الحرف العربي مرتبطاً عموماً بالإسلام. كثيرون ممن ولدوا هنا لا يعرفون ما يكفي عن جذور هذا الفن الإسلامي، وهو أكثر من فنّ شرقي. فنّ الخطّ مرتبط بالدين، إلّا أنني أحاول جعله مفهوماً حتى من غير الملتزمين دينياً. فالأمر يتعلّق بالحرف وجماله مهما كانت الرسالة التي يحملها، بغضّ النظر عن تعلّقه بالدين».
ويلفت الفنان الذي انتقل قبل مدة من لندن ليقيم في الإمارات العربية المتحدة حيث يدير شركة للهندسة المعمارية، إلى أنّ الحروف العربية لها قواعد صارمة تصل بعضها بالبعض الآخر، فتبنى لتقدم قطعة فنية. ويقول إنّ «على الفنّ أن يتجاوز الأديان والجنسيّات واللغات في عصر العولمة. لذلك، فإن شكل الحروف وموضعها، ثمّ نسبها وتجريدها، قد تحولها إلى لوحة تكون بمثابة قصة عن كيفيّة بناء الحروف».
الجدير ذكره أنّ الأعمال التي قدمت في لندن تستند إلى الحروف البغدادية كما كانت تُخطّ في العصر العباسي قبل نحو 900 سنة، مع العلم بأن الحروف تطورت منذ ذلك الحين وحتى الحقبة العثمانية ثم في الأيام المعاصرة، ولا سيما في بغداد، موطن ولادة فن الخط العربي. وسيقدّم الفنان معرضاً في أبو ظبي في 16 شباط (فبراير) ويليه معرضٌ في دبي في آذار (مارس) المقبل، يليه معرض في الأمم المتحدة في فيينا لمناسبة أسبوع المرأة، الصيف المقبل.
www.alhiti.com