محمد عبد الرحمننزع أشرف زكي نقيب الممثلين المصريّين فتيل فتنة جديدة كان يُمكن أن تنطلق أول من أمس في نادي النقابة حين رفض التعليق على الهجوم المنسوب إلى بعض الفنانين السوريين ضد عادل إمام. وقال زكي إنّه لم يستمع مباشرةً إلى تهجّم الفنان دريد لحام على «الزعيم»، وبالتالي فهو لن يردّ عليه مذكّراً في الوقت نفسه بموقف إمام الرافض لتحجيم نشاط الفنّانين العرب في القاهرة. بهذا الرد الدبلوماسي، حافظ زكي على الهدف الرئيسي من الندوة التي أقيمت على نحو مفاجئ في نادي النقابة، وكان عنوانها «دفاعاً عن عادل إمام». ولولا الرد الهادئ للنقيب، لما خمدت نيران بعض المتحمسين للفنان المصري، الذين رفضوا تعليقات نُسبت إلى دريد لحام وأسعد فضة ومنى واصف وجاءت كردّ فعل على تصريحات «الزعيم» عن المقاومة في غزة.
لكن الغريب في كل هذا المد والجزر أنّه حتى اليوم لم يثبت فعلياً إن كان الفنانون السوريون قد أطلقوا هذه التصريحات المندّدة بإمام فعلاً.
وبالعودة إلى الندوة التضامنية التي لم تستمر أكثر من ثلاثين دقيقة، فقد غاب عنها إمام نفسه الذي عاد مساء أول من أمس من باريس بعد رحلة علاج استمرت قرابة أسبوعين. وأكّد الحاضرون أنّ الممثل المصري لا يعلم شيئاً عن الندوة، وأنها لم تُقم بناءً على طلبه كما لمّح بعضهم، لكنّها جاءت كردّ فعل غاضب على الهجوم «على رمز فنّي مصري تعرض لحملات وصلت إلى حد إهدار دمه بسبب تشويه تصريحاته تجاه ما يحدث في غزة».
وتحدّث أشرف زكي (الصورة خلال الندوة) باسم عادل إمام موضحاً «أنّ الزعيم الغائب ركّز في كلامه على رفضه الانشقاق الفلسطيني الذي هو السبب في تسهيل العدوان على غزة، لكنه لم يهاجم المقاومة». وطالب المجتمعين بالارتقاء بلغة الحوار والرد بالمنطق لا بالهجوم الذي يُعدّ من أعنف ما تعرّض له إمام في مسيرته مع الفن و... مع السياسة.
وكانت صحف «صوت الأمة» و«البديل» و«المصري اليوم» قد نشرت مقالات شديدة اللهجة ضد «الزعيم» في سابقة هي الأولى من نوعها لكون كل الصحف المصرية تقريباً تحرص على علاقاتها الجيدة به وتأخذ موقفاً حيادياً إن لم يكن دفاعياً في كل الأزمات التي مرّ بها خلال السنوات الأخيرة بسبب تصريحاته السياسية.
وقد حضر الاجتماع أعضاء في مجلس النقابة وهم أشرف عبد الباقي ومحمد رياض ومحيي الدين عبد المحسن، إلى جانب عدد من الفنانين بعضهم يتعاون مع عادل إمام منذ سنوات طويلة مثل سعيد عبد الغني ومحمد أبو داوود وهناء عبد الفتاح.