برزت في الأعمال التاريخيّة واستحقّت لقب «نجمة الدراما البدوية». الممثّلة الأردنيّة التي سطع نجمها في «الاجتياح» تحقّق «حلم حياتها»: مسلسل عن الملكة بلقيس. وفي هذا الوقت، تستعدّ لفيلم عن... العنوسة!

باسم الحكيم
بسرعة قياسيّة، تمكّنت الممثلة الأردنيّة صبا مبارك من إثبات نفسها على الساحة الدراميّة العربيّة، وسطع نجمها أخيراً في مسلسل «الاجتياح» بعد فوزه بجائزةEmmy Awards، ليتفوّق بذلك على 500 عمل درامي عربي وعالمي. النجمة التي تعرّف عليها الجمهور في الدراما الاجتماعيّة «الشمس تشرق من جديد» للمخرج هيثم حقّي قبل أربع سنوات، وفي حلقات «أهل الغرام» (2006)، وفي الدراما البدويّة مع مسلسلات «نمر بن عدوان» و«صراع على الرمال» و«عيون عليا»، جاءت انطلاقتها مثل الكثير من أبناء جيلها في الدراما التاريخيّة والفانتازيا. إذ شاركت مبارك في بطولة مسلسل «الكواسر» (1998) للمخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، ثم في مسلسلي «الأرواح المهاجرة» و«عمر الخيّام» للمخرج التونسي شوقي الماجري، وكذلك في «الحجّاج» و«آخر أيّام اليمامة» و«خالد بن الوليد». وعلى رغم أنّ نجاحها الأبرز، جاء في الدراما الاجتماعيّة، تبدو صبا غير متحمسة لخوض التجربة مجدداً، إلا بشروط خاصة. وها هي تعمّق علاقتها في دراما أيّام زمان عبر قيامها ببطولة مسلسل «بلقيس» الذي يرصد حياة ملكة سبأ، منذ مراهقتها، وصولاً إلى تولّيها العرش، ومحاربتها أعداء دولتها، ثم قيامها بترميم سد مأرب... المسلسل التاريخي من إخراج إيهاب الخطيب وإنتاج «المركز العربي للإنتاج السمعي والبصري ـــــ طلال عواملة»، وسيشاركها البطولة الأردني منذر رياحنة، بطل مسلسل «عودة أبو تاية» الذي عرضته mbc في رمضان الماضي.
لم تعد صبا تنتظر فرصتها في القاهرة، إذ اعتذرت عن عدم المشاركة في أكثر من فيلم سينمائي قبل مشاركتها في بطولة مسلسل «نسيم الروح» للكاتب يسري الجندي والمخرج سمير سيف مع أيمن زيدان ومصطفى شعبان ونيللي كريم (يعرض حاليّاً على art حكايات و«النيل للدراما»)، لكنها رحّبت بالمشاركة في فيلم «بنتين من مصر» الذي ظلّ حبيس الأدراج لأشهر عدّة، قبل أن يبدأ التحضير له المخرج محمد أمين قبل أسابيع قليلة. تُسند بطولة الفيلم إلى زينة وصبا، وكذلك نهال عنبر وسميرة عبد العزيز. وافقت صبا على القيام ببطولة هذا الفيلم الذي يطرح قضيّة العنوسة في المجتمع المصري والعربي. لكنّ الممثلة الأردنية لا تزال ترفض المشاركة في الدراما الاجتماعيّة، إلا من خلال «عمل مهم» كما تقول، موضحة أنّه «لو لم يكن نصّ مسلسل «الشمس تشرق من جديد» جيّداً ومخرجه متميّزاً، لما وافقت عليه». وتكشف صبا أنّها تبحث عن «عمل يثير اهتمام الكثير من الناس، وخصوصاً فئة الشباب التي تعيش في بيئة اجتماعيّة فقيرة، وتشكّل السواد الأعظم من الشعب في وطننا العربي». وفيما يبدو كأنها تبحث عن دراما ترصد واقع الأحياء العشوائيّة، تنتقد ما تسمّيه «دراما القصور ومنازل الأثرياء».
ترفض صبا فكرة أن تكون «نجمة الدراما البدويّة» وتعلّق «أنا مع العمل الجيّد، مهما كان نوعه ولست ضد العمل البدوي، رغم أن الأعمال التي قدّمتها في هذا الإطار حقّقت نجاحاً كبيراً بخلاف العمل المصري الذي لم يجد نسبة الإقبال المتوقعة في عرضه الرمضاني، تماماً كما حصل مع مسلسل «نمر بن عدوان» الذي تفوّق على «الاجتياح» الذي عرضته LBC الفضائيّة اللبنانيّة قبل عامين». يُذكر أنّ الاجتياح يُعرض حالياً على mbc و lbc الأرضية (18:40).
لا تعاني النجمة الأردنيّة من مشكلة اللهجة في أعمالها العربيّة (بدوية، سوريّة ومصريّة)، «مسألة اللهجات، ليست مطلوبة من الممثل، رغم أنّه يضيف صدقيةً على تمثيله» تشير صبا مضيفةً «أنا شاطرة في هذا الأمر، لكنّ الاجتهاد يكمن في أسلوب تقديمك للشخصيات». وفيما تعتدّ صبا بالجائزة التي حصدها «الاجتياح»، ترى أنّ المجهود الذي بذله طاقم العمل ومخرجه شوقي الماجري هو ما أهّله للجائزة، إضافة إلى النص الذي وثّق فيه الكاتب إحدى أهم حقبات النضال الفلسطيني المعاصر وإلى أداء الممثلين الذين «أوصلوا الرسالة بطريقة أفضل مما تعرضه نشرات الأخبار». وتعتبر أنّ فوز المسلسل بالجائزة جاء من منطلق أنّ العمل تناول أحداث مخيم جنين التي ما زال بعضها غامضاً، ولم يتوقف كسواه من الأعمال عند النكبة والأحداث الماضية. وتنتقل صبا للتحدث عن عملها الرمضاني المقبل «بلقيس» الذي تصفه بـ«حلم حياتها»، وخصوصاً أنّ المسلسل يسرد يوميات حياة شخصية نسائية تعتبر «أول من نادى بالديموقراطيّة وأسّس مجلساً للشورى وآخر للشيوخ».


«خارج التغطية» ... حالياً

بالكاد تجد بطلة فيلم «خارج التغطية» للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد، الذي واجه انتقادات كثيرة، الوقت لمتابعة المسلسلات والأفلام. وعلى رغم غيابها عن متابعة الدراما اللبنانيّة سوى بعض السيتكوم على LBC، تعرب عن إعجابها بـ«الأفلام اللبنانيّة والتجارب الجادة في المهرجانات وأحترمها»، وتبدي إعجابها بنخبة من كبار الممثّلين، على رأسهم نضال الأشقر (الصورة) التي «تشكّل رمزاً بالنسبة لي، وكذلك بمحمود سعيد ورشيد عسّاف. لكنني مع الأسف كبرت في زمن، كان مستوى الدراما العربية في مرحلة انحدار،
والآن نشهد محاولات جيدة ونهضة لافتة، أتمنى خلالها الوقوف إلى جانب كبار الممثلين».