أحمد الزعتريبعض النقّاد اقترحوا مقارنة غير عادلة لهذا الفيلم مع الشريط البرازيلي «مدينة الله» كنوع من الأفلام الوثائقيّة (الرائعة) التي تجلب العالم إلى الأميركيّ البسيط الذي لا يعرف فعلاً ماذا يجري في الطرف الآخر من الكوكب.
هذا التسطيح الهوليوودي سيدفع بالممثل الهندي الشهير أميتاب بتشان إلى التنكيل بالفيلم لأنّه «من تأليف روائي هندي وذات تصور ورؤية غربيّة، ما سيجلب له تقديراً عالمياً». أما الروائي سلمان رشدي فليس من المعجبين بالشريط. إذ قال في مقابلة مع «نيويورك تايمز» إنّ الشريط يفتقد إلى الصدقية رغم أنّه مبهر بصرياً: «لست ضد الواقعيّة السحريّة، لكن هناك 3 أو 4 لحظات في الفيلم أفسدت حبكته».
ومن هذه اللحظات التي تكلّم عليها رشدي عيش الشقيقين (جمال وسليم) على قطار لسنتين أو ثلاث، يبيعان المأكولات الخفيفة للركّاب. وبعد سنوات، يكشف لنا الفيلم أن الشقيقين يتحدّثان الإنكليزيّة بلكنة بريطانيّة. والأسوأ أنهما يتحدثان معاً وإلى الآخرين بالإنكليزيّة: مع حبيبة البطل لاكيتا، ومع مقدّم برنامج «من سيربح المليون» ومع الشرطي. أما نهاية الفيلم، فهي رقصة بوليووديّة سعيدة.
لقد رأينا قبلاً هذا الخطأ في فيلم «قندهار» للإيراني محسن مخملباف الذي نال اهتمام العالم بأسره عام 2001 بعد احتلال أفغانستان. إذ أقحم شخصيّات وأحداث تفتقد إلى الصدقيّة، وكرّس الرؤية الغربيّة المشوّهة للشرق عبر قضيّة يعتبرها هذا الغرب «إنسانيّة» ونعتبرها نحن استنساخاً لقصة سندريللا شرقيّة.