بعد شهرين من انتهاء المعرض التشكيلي الذي أقامه أدباء مصريون لمصلحة ضحايا كارثة الدويقة في مصر، نظّم فنانون شباب احتفالية اختتمت أعمالها في القاهرة أخيراً وخصّصت عائداتها لدعم أنشطة اللجنة الشعبية المصرية لدعم الشعب الفلسطيني وجمعية «العطاء» في غزة.
سيد محمود
انقسمت الاحتفالية إلى جزءين: الأول شمل إقامة معرض في «اتيليه القاهرة» شارك فيه أكثر من 50 فناناً مصرياً وعربياً وأجنبياً، بينهم أشرف ارسلان، أمال قناوي، وبحر الدين أدم، توماس هارتويل، إضافة إلى أسماء مكرسة في الحركة التشكيلية مثل ثروت البحر، جميل شفيق، حازم المستكاوي، خالد حافظ، دينا الغريب، رنا النمر، شريف عبد البديع، رندا شعث... وجورج البهجوري الذي جاءت مشاركته نوعاً من «التكفير» عن زيارته إلى إسرائيل وما تلاها. وتضمن الجزء الثاني من الاحتفالية عروضاً فنيّة موسيقيّة ومسرحيّة قُدمت في غاليري «تاون هاوس»، بمشاركة فرق فنّية مستقلة مثل «رسالة» و«اسكندريلا»...
وجذبت الحفلات الفنية جمهوراً كبيراً من الشباب والنشطاء. إذ أعادت الفرق المشاركة إحياء أغنيات المقاومة التي راجت في السبعينيات والثمانينيات في قوالب جديدة تشتغل في معظمها على موسيقى «الاحتجاج»، ولا سيما الراب والهيب هوب. هذا فضلاً عن محاولة أنجزتها بكفاءة فرقتا «حالة» و«طمي» (الصورة) في مسرحة أغنيات الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام عيسى واستثمار ما فيها من طاقة كاريكاتورية ساخنة لا تزال حية بمضمونها الساخر والجريء... ما مكّن الجمهور من إسقاطها على الراهن السياسي وهو ينشد خلف فرقة «طمي» أغنية «إصحي يا مصر»، أو يندد بالحلم الأميركي في أغنيات فرقة «مسار إجباري»، أو يدعو إلى الوحدة الوطنية والتآلف كما في أغنيات سيد درويش التي قدمتها فرقة «اسكندريللا» و«حالة».
إضافة إلى الجانب الفني، برهنت التجربة التي قادتها ناشطات متطوعات من جيل الشباب لا يتجاوزن العشرين على جملة أمور، أهمّها فشل الإعلام الرسمي في تغييب حضور القضية الفلسطينية كقضيّة مركزيّة في مصر، فضلاً عن الرهان على فعالية المؤسسات الثقافية المستقلة ودورها في إبراز «ثقافة بديلة» تسقط عن كاهلها التهم الجاهزة التي تشكك في ولائها الوطني بسبب «التمويل الأجنبي» الذي تتلقّاه من هيئات أميركية وأوروبية.